للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر أصحابي فأمسكوا» [١] .

واعلم [٢] أن أصول البدع أربعة أبواب، يتشعّب من هذه الأربعة اثنان وسبعون هوى، ويصير كل واحد من البدع يتشعب، حتّى تصير كلها إلى ألفين وثمانمائة مقالة [٣] كلها ضلالة، وكلها في النار، إلا واحدة، وهي [٤] من آمن بما في هذا الكتاب، واعتقده من غير ريبة في قلبه ولا شكوك، فهو صاحب سنّة، وهو ناج إن شاء الله تعالى.

واعلم أن الرجل إذا أحبّ مالك بن أنس وتولّاه فهو صاحب سنّة، وإذا رأيت الرجل يحبّ أبا هريرة، وأسيدا، وأيوب بن عون، ويونس بن عبيد الله، وعبد الله بن إدريس الأنصاري، والشعبي، ومالك بن مغول، ويزيد بن زريع، ومعاذ بن معاذ، ووهب بن جرير، وحمّاد بن زيد، وحمّاد بن سلمة، ومالك بن أنس [٥] ، والأوزاعي، وزائدة بن قدامة، وأحمد بن حنبل، والحجاج بن منهال، وأحمد بن نصر، وذكرهم بخير، وقال بقولهم، فاعلم أنه صاحب سنّة.

واعلم أن من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله، عزّ وجل، حتّى يرجع.

وقال الفضيل بن عياض: آكل مع اليهودي والنصراني، ولا آكل مع


[١] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧/ ٢٠٢) من حديث ثوبان رضي الله عنه وتمامه فيه: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا» وقال: رواه الطبراني، وفيه يزيد بن ربيعة وهو ضعيف.
وذكره الهيثمي أيضا في «مجمع الزوائد» (٧/ ٢٠٢) باللفظ المتقدم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقال: وفيه مسهر بن عبد الملك، وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه ابن عدي في «الكامل» (٦/ ٢١٧٢) وإسناده ضعيف، وله شاهد مرسل رواه عبد الرزاق في «الأمالي» من حديث معمر عن ابن طاوس عن أبيه مرفوعا فهو حديث حسن بطرقه وشواهده.
[٢] في «طبقات ابن أبي يعلى» : «واعلموا» .
[٣] لفظة «مقالة» لم ترد في «طبقات ابن أبي يعلى» .
[٤] في «طبقات ابن أبي يعلى» : «وهو» .
[٥] كرر المؤلف ذكر «مالك بن أنس» تبعا لصاحب «طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>