للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أين أقبلت يا من لا شبيه له ... ومن هو الشّمس والدّنيا له فلك [١]

قال فتبسم وأجاب بسرعة:

من منزل تعجب النّسّاك خلوته ... وفيه ستر عن الفتّاك إن فتكوا [١]

قال: فما تمالكت أن قبّلت يده، إذ كان شيخي، ومجدته ودعوت له.

انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.

وفيها أبو الطاهر الوزير، نصير الدولة محمد بن محمد بن بقيّة بن علي، أحد الرؤساء والأجواد، تنقلت به الأحوال، ووزر لمعز الدولة بختيار، وقد كان أبوه فلاحا، ثم عزل وسمل، ولما تملك عضد الدولة قتله وصلبه في شوال، ورثاه محمد بن عمر الأنباري بقوله [٢] :

علوّ في الحياة وفي الممات ... لحقّ أنت إحدى المعجزات

كأنّ النّاس حولك حين قاموا ... وفود نداك أيّام الصّلات

كأنّك قائم فيهم خطيبا ... وكلّهم قيام للصّلاة

مددت يديك نحوهم احتفاء ... كمدّكها [٣] إليهم بالهبات

فلما ضاق بطن الأرض عن أن ... يضمّ علاك من بعد الممات

أصاروا الجوّ قبرك واستنابوا ... عن الأكفان ثوب السّافيات

لعظمك في النّفوس تبيت ترعى ... بحفّاظ وحرّاس ثقات

وتشعل عندك النّيران ليلا ... كذلك كنت أيام الحياة

ركبت مطيّة من قبل زيد ... علاها في السّنين الماضيات

وتلك فضيلة فيها تأسّ ... تباعد عنك تعيير العداة


[١] البيتان مع الخبر في «يتيمة الدهر» (٢/ ٨٤) طبع دار الكتب العلمية، و «معجم الأدباء» لياقوت (١٨/ ٢٧٤) .
[٢] الأبيات في «وفيات الأعيان» (٥/ ١٢٠) و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (٨/ ٦٩٠) ، و «نكت الهيمان» ص (٢٧٢- ٢٧٣) ، و «النجوم الزاهرة» (٤/ ١٣٠- ١٣١) مع تقديم وتأخير.
[٣] في «وفيات الأعيان» و «النجوم الزاهرة» : «كمدّها» وفي «الكامل» : «كمدّهما» .

<<  <  ج: ص:  >  >>