للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد غاص في البحر كتاب الفصوص ... وهكذا كلّ ثقيل يغوص

فلما سمع صاعد هذا البيت أنشد:

عاد إلى عنصره إنما ... يخرج من قعر البحور الفصوص

وله أخبار كثيرة في الامتحان. انتهى ملخصا.

وفيها أبو بكر القفّال المروزي [١] ، [عبد الله بن] [٢] أحمد، شيخ الشافعية بخراسان، صار إمام الخراسانيين، كما أن القفّال الكبير الشاشي شيخ طريقة العراقيين، لكن المروزي أكثر ذكرا في كتب الفقه، ويذكر مطلقا، وإذا ذكر الكبير قيّد بالشاشي.

قال ابن قاضي شهبة: عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي، الإمام الجليل، أبو بكر القفّال الصغير، شيخ طريقة خراسان، وإنما قيل له:

القفّال، لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره، وبرع في صناعتها، حتّى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه، وزن أربع حبّات، فلما كان ابن ثلاثين سنة، أحسّ من نفسه ذكاء، فأقبل على الفقه، فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره، وصار إماما يقتدى به فيه، وتفقّه عليه خلق من أهل خراسان، وسمع الحديث، وحدّث وأملى.

قال الفقيه ناصر العمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفّال أفقه منه، ولا يكون بعده مثله، وكنّا نقول: إنه ملك في صورة إنسان.

وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في «أماليه» أبو بكر القفّال وحيد زمانه، فقها، وحفظا، وورعا، وزهدا، وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من


[١] انظر «العبر» (٣/ ١٢٦- ١٢٧) و «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٤٠٥- ٤٠٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (١/ ١٧٥- ١٧٦) و «غربال الزمان» ص (٣٤٨) .
[٢] ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>