للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخطيب: لم ألق في المالكية أفقه منه. ولي قضاء بادرايا، وتحول في آخر أيامه إلى مصر فمات بها في شعبان. وقد ساق القاضي ابن خلّكان [١] نسب القاضي عبد الوهاب إلى مالك بن طوق التغلبي [٢] صاحب الرحبة. قاله في «العبر» .

وقال أبو إسحاق الشيرازي [٣] : كلامه في النظر، وكان فقيها متأدبا شاعرا، له كتب كثيرة في كل فنّ. وعاش ستين سنة.

وذكره ابن بسام في كتاب «الذخيرة» [٤] فقال: كان بقية [٥] الناس، ولسان أصحاب القياس، وقد وجدت له شعرا معانيه أجلى من الصبح، وألفاظه أحلى من الظّفر بالنّجح، ونبت به بغداد كعادة البلاد بذوي فضلها، وكحكم الأيام في محسني أهلها، فودّع ماءها وظلّها، وحدّثت أنه شيّعه يوم فصل عنها من أكابرها وأصحاب محابرها، جملة موفورة، وطوائف كثيرة، وأنّه قال لهم: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كلّ غداة وعشية ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية، وفي ذلك يقول:

سلام على بغداد في كلّ موطن ... وحقّ لها مني سلام مضاعف

فو الله ما فارقتها عن قلى لها [٦] ... وإني بشطّي جانبيها لعارف

ولكنها ضاقت عليّ بأسرها ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف

وكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه [٧] ... وأخلاقه تنأى به وتخالف


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٢١٩- ٢٢٢) .
[٢] في «آ» و «ط» : «الثعلبي» وهو تصحيف، والتصحيح من «وفيات الأعيان» و «العبر» .
[٣] انظر «طبقات الفقهاء» ص (١٦٨- ١٦٩) .
[٤] انظر «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» القسم الرابع/ المجلد الثاني/ ص (٥١٥- ٥٣٦) .
[٥] في «آ» و «ط» : «فقيه» وهو تحريف والتصحيح من «الذخيرة» .
[٦] في «الذخيرة» : «لعمرك ما فارقتها تاليا لها» .
[٧] في «الذخيرة» : «وصاله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>