للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسعود، وخلق، وأول سماعه سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكان إليه المنتهى في الذكاء، وحدّة الذهن، وسعة العلم بالكتاب، والسّنّة، والمذاهب، والملل والنّحل، والعربية، والآداب، والمنطق، والشعر، مع الصدق والدّيانة والحشمة، والسؤدد، والرئاسة، والثروة، وكثرة الكتب.

قال الغزالي: وجدت في أسماء الله تعالى كتابا لأبي محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه.

وقال صاعد [١] في «تاريخه» : كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم [معرفة] مع توسعه في علم اللّسان، والبلاغة، والشعر، والسّير، والأخبار، أخبرني ابنه الفضل، أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو أربعمائة مجلد. قاله في «العبر» [٢] .

وقال ابن خلّكان [٣] : كان حافظا، عالما بعلوم الحديث [وفقهه] ، مستنبطا للأحكام من الكتاب والسّنّة، بعد أن كان شافعي المذهب، فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر، وكان متفننا في علوم جمّة، عاملا بعلمه، زاهدا في الدّنيا بعد الرئاسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الملك، متواضعا، ذا فضائل [جمّة] وتآليف كثيرة، وجمع من الكتب في علم الحديث، والمصنفات، والمسندات، شيئا كثيرا، وسمع سماعا جمّا. وألّف في فقه الحديث كتابا سمّاه كتاب «الإيصال إلى فهم كتاب الخصال [٤]


[١] في «آ» و «ط» : «ابن صاعد» والتصحيح من «العبر» ، وهو صاعد بن أحمد الأندلسي التغلبي أبو القاسم، المتوفى سنة (٤٦٢) هـ-. انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» للزركلي (٣/ ١٨٦) .
[٢] (٣/ ٢٤١) وما بين حاصرتين استدركته منه.
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٢٥- ٣٣٠) .
[٤] في «آ» و «ط» : «الإيصال إلى الفهم وكتاب الخصال ... » إلخ والتصحيح من «وفيات الأعيان» وانظر «جذوة المقتبس» ص (٣٠٨- ٣٠٩) و «كشف الظنون» (١/ ٧٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>