للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجامعة نحل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسّنّة والإجماع» أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين، وله كتاب في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض، وكتاب «إظهار تبديل اليهود والنصارى التوراة والإنجيل وبيان ناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل» وهذا معنى لم يسبق إليه وكتاب «التقريب بحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية [والأمثلة الفقهية] » إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة، وكان له كتاب صغير سمّاه «نقط العروس» جمع فيه كل غريبة ونادرة.

وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن فتوح [١] : ما رأينا مثله فيما [٢] اجتمع له، مع الذّكاء، وسرعة الحفظ، وكرم النّفس، والتديّن. وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه، قال: أنشدني لنفسه:

لئن أصبحت مرتحلا بجسمي [٣] ... فروحي عندكم أبدا مقيم

ولكن للعيان لطيف معنى ... له سأل المعاينة الكليم

وله:

وذو عذل فيمن سباني بحسنة [٤] ... يطيل ملامي في الهوى ويقول

أفي حسن وجه لاح لم تر غيره ... ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل؟

فقلت له: أسرفت في اللّوم ظالما ... وعندي ردّ لو أردت طويل

ألم تر أنّي ظاهريّ وأنّني ... على ما بدا حتّى يقوم دليل


[١] انظر «جذوة المقتبس» ص (٣٠٩- ٣١٠) .
[٢] في «آ» و «ط» : «مما» والتصحيح من «جذوة المقتبس» و «وفيات الأعيان» .
[٣] في «آ» و «ط» و «وفيات الأعيان» : «بجسمي» وفي «جذوة المقتبس» : «بشخصي» .
[٤] رواية هذه الشطرة في «وفيات الأعيان» .
وذي غذل فيمن سباني حسنه............... .......

<<  <  ج: ص:  >  >>