للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى له الحافظ الحميدي [١] :

أقمنا ساعة ثمّ ارتحلنا ... وما يغني المشوق وقوف ساعه

كأن الشّمل لم يك ذا اجتماع ... إذا ما شتّت البين اجتماعه

وكان ابن حزم كثير الوقوع في العماء المتقدمين، لا يكاد أحد يسلم من لسانه، فنفرت عنه القلوب، واستملل من فقهاء وقته فمالوا على بغضه [٢] وردّوا قوله، وأجمعوا على تضليله، وشنعوا عليه، وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو إليه والأخذ عنه، فأقصته الملوك، وشردته عن بلاده.

وقال ابن العريف: كان لسان ابن حزم، وسيف الحجّاج شقيقين.

انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.

وفيها ابن النّرسي، أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد حسنون البغدادي [٣] ، في صفر، عن تسع وثمانين سنة. روى في «مشيخته» عن محمد بن إسماعيل الورّاق، وطبقته.

وفيها قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق، الملك شهاب الدولة، وابن عم السلطان طغرلبك. كانت له قلاع وحصون بعراق العجم، فعصى على قرابته، السلطان ألب أرسلان، وواقعة [٤] فقتل في المعركة، وهو جدّ سلاطين الرّوم السلجوقية، وكان بطلا شجاعا.

وفيها أبو الوليد الدّربندي- نسبة إلى دربند، وهو باب الأبواب- الحسن بن محمد بن علي بن محمد البلخي، طوّف البلاد، وحصّل الإسناد،


[١] لم ترد هذه الفقرة في «جذوة المقتبس» الذي بين يدي.
[٢] في «وفيات الأعيان» : «واستهدف فقهاء وقته، فتمالؤوا على بغضه» .
[٣] انظر «العبر» (٣/ ٢٤٢) و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٨٤- ٨٥) .
[٤] في «آ» و «ط» : «ووافقه» والتصحيح من «العبر» (٣/ ٢٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>