للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفس، وكان إذا صلى يقول: اللهم ملكني مشارق الأرض ومغاربها.

وذكر عنه ابن السمعاني أنه كتب رقعة إلى أمير المؤمنين المستظهر بالله، وعلى رأسها الخادم المعاوي، فكره الخليفة النسبة إلى معاوية، فحكّ الميم ورد الرقعة إليه، فصار العاوي.

ومن محاسن شعره:

ملكنا أقاليم البلاد فأذعنت ... لنا رغبة أو رهبة عظماؤها

فلما انتهت أيامنا علقت بنا ... شدائد أيام قليل رخاؤها

[١]

وكان إلينا في السّرور ابتسامها ... فصار علينا في الهموم بكاؤها

وصرنا نلاقي النائبات بأوجه ... رقاق الحواشي كاد يقطر ماؤها

إذا ما هممنا أن نبوح بما جنت ... علينا الليالي لم يدعنا حياؤها

وقوله أيضا:

تنكّر بي دهري ولم يدر أنني ... أعزّ وأحداث الزّمان تهون

فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه ... وبتّ أريه الصّبر كيف يكون

ومن شعره:

وهيفاء لا أصغي إلى من يلومني ... عليها ويغريني بها أن أعيبها

أميل بإحدى مقلتيّ إذا بدت ... إليها وبالأخرى أراعي رقيبها

وقد غفل الواشي فلم يدر أنني ... أخذت لعيني من سليمى نصيبها

ومن معانيه البديعة قوله من جملة أبيات في وصف الخمرة:

ولها من ذاتها طرب ... فلهذا يرقص الحبب

وله من قصيدة:


[١] في «آ» و «ط» : «قليل رجاؤها» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>