للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«الحمد لله الذي جعل القرآن» وجعل عندهم بمعنى خلق. ورأيت في كثير من النسخ «الحمد لله الذي أنزل القرآن» وهذا إصلاح الناس لا إصلاح المصنّف.

وكان الحافظ أبو الطاهر السّلفي كتب إليه من الإسكندرية وهو يومئذ مجاور بمكة يستجيزه في مسموعاته ومصنفاته، فردّ جوابه بما لا يشفي الغليل، فلما كان في العام الثاني كتب إليه أيضا مع بعض الحجّاج استجازة أخرى، ثم قال في آخرها: ولا يحوج- أدام الله توفيقه- إلى المراجعة، فالمسافة بعيدة، وقد كاتبه في السنة الماضية فلم يجبه بما يشفي الغليل، وفي ذلك الأجر الجزيل. فكتب [إليه] الزّمخشري جوابه بأفصح عبارة وأبلغها، ولم يصرح له بمقصوده.

ومن شعره السائر قوله:

ألا قل لسعدى ما لنا فيك [١] من وطر ... وما النّجل [٢] من أعين البقر

فإنّا اقتصرنا بالذين تضايقت ... عيونهم والله يجزي من اقتصر

مليح ولكن عنده كلّ [٣] جفوة ... ولم أر في الدّنيا صفاء بلا كدر

ولم أنس إذ غازلته قرب روضة ... إلى جنب حوض فيه للماء منحدر [٤]

فقلت له: جئني بورد وإنما ... أردت به ورد الخدود وما شعر

فقال: انتظرني رجع طرف أجئ به ... فقلت له: هيهات ما لي منتظر

فقال: ولا ورد سوى الخدّ حاضر ... فقلت له: إنّي قنعت بما حضر


[١] في «آ» و «ط» : «فيه» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[٢] في «آ» و «ط» : «وما بطنين النحل» وما أثبته من «وفيات الأعيان» و «العقد الثمين» (٧/ ١٤٧) والنجل: سعة فتحة العين. ورواية البيت في «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ١٥٥) :
ألا قل لسعدى ما لنا فيك من وطر ... وما تطّبينا النّجل من أعين البقر
[٣] لفظة «كل» سقطت من «آ» .
[٤] في «آ» و «ط» : «منحصر» وما أثبته من «وفيات الأعيان» و «سير أعلام النبلاء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>