للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناصر وغيره، وتفقّه وبرع في الفقه، والتفسير، والوعظ، والغالب على كلامه التذكير وعلوم المعاملات. وله تفسير كبير مشحون بهذا الفنّ، وله كتاب «المذّهب في المذهب» ومجالس وعظية، فيها كلام حسن. قرأ عليه قرينه [١] أبو الفتح نصر الله بن عبد العزيز، وجالسه الشيخ فخر الدّين بن تيمية في أول اشتغاله، وقال عنه: كان نسيج وحده في علم التذكير والاطلاع على علم التفسير، وله فيه التصانيف البديعة والمبسوطات الوسيعة.

وسمع منه الحديث أبو المحاسن عمر بن علي القرشي الدمشقي بحرّان، وقال: هو إمام الجامع بحرّان، من أهل الخير والصلاح والدّين.

قال: وأنشدني لنفسه:

سألت حبيبي وقد زرته ... ومثلي في مثله يرغب

فقلت حديثك مستظرف ... ويعجب منه الذي يعجب

أراك ظريفا مليح الجواب ... فصيح الخطاب فما تطلب

[٢] ؟

فهل فيك من خلّة تزدري ... بها الصد والهجر هل يقرب؟

فقال أما قد سمعت المقال ... مغنّية الحيّ ما تطرب؟

وقوله:

قرّة عيني [٣] من صدق ... بعزمه عن الصّدف


[١] في «آ» و «ط» : «قرنه» وفي «المنهج الأحمد» : «قريبه» وما أثبتناه من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٢] رواية البيت في «ذيل طبقات الحنابلة» .
أراك مليح الجواب ... فصيح الخطاب فما تطلب؟
وفي «المنهج الأحمد» :
أراك مليحا ظريف الجواب ... فصيح الخطاب فما تطلب؟
[٣] في «آ» و «ط» : «قرة عين» وما أثبته من «المنهج الأحمد» وجعل محقق «ذيل طبقات الحنابلة» البيتين بيتا واحدا رسمه على هذا النحو:
قرة عين من صدف بعزمه عن الصدف ... ثم اقتنى الدر الذي من ناله نال الشرف

<<  <  ج: ص:  >  >>