للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن رجب: ولد يوم السبت لثمان عشرة من شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة. وسمع الحديث من أبي البركات العاقولي، وأبي علي الثّككيّ [١] وغيرهما، وأجازه الحريري صاحب «المقامات» ودرّس وناظر في شبيبته، وكان ذا ذكاء مفرط وذهن ثاقب وفصاحة وحسن عبارة [٢] ، ظهر علمه في الآفاق، ورأى من تلاميذه من ناظر ودرّس وأفتى في حياته.

ومما كتبه [٣] إلى بعض العلماء: فلو أن للكرم [٤] مقلة لكان هو إنسانها، أو للمجد [٥] لغة لكان هو لسانها، أو للسؤدد دهرا لكان هو ربيع أزمانه، وللشرف عمرا لكان [هو] صفو ريعانه، وللأجواد شهبا لكان هو الشمس التي إذا ظهرت خفيت الكواكب لظهورها، وإذا تأمّلها الراؤون ردّت أبصارهم عن شعاعها ونورها.

ولابن الجوزي فيه مدائح كثيرة، وله مصنفات كثيرة، منها:

«المفردات» و «التعليقة» في مسائل الخلاف، و «شرح المذهب» وكتاب «النّكت والإشارات» .

وقرأ عليه المذهب جماعة كثيرة، منهم أبو إسحاق الصقّال، وأبو العبّاس القطيعي، وأبو البقّال العكبري، ويحيى بن الرّبيع الشافعي، وسمع منه جماعة كثيرة أيضا، وتوفي ليلة السبت سحر خامس جمادى الأولى.

وفيها أبو طالب العلويّ الشريف محمد بن محمد بن محمد بن أبي


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الثكلى» والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» (١٩/ ٢٥٩) و «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٢] في «ط» : «حسن العبارة» .
[٣] في «آ» : «ومن كتبه» .
[٤] كذا في «آ» و «ط» : «للكرم» وفي «ذيل طبقات الحنابلة» و «المنهج الأحمد» : «الكرم» .
[٥] في «ذيل طبقات الحنابلة» و «المنهج الأحمد» : «المجد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>