للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت الغياث لمن ضاقت مذاهبه ... أنت الدّليل لمن حارت به الحيل

إنّا قصدناك والآمال واثقة ... والكلّ يدعوك ملهوف ومبتهل

فإن عفوت فذو فضل وذو كرم ... وإن سطوت فأنت الحاكم العدل

طلبه سلطان المغرب، فلما وصل إلى تلمسان قال: ما لنا وللسلطان، نزور الإخوان، ثم نزل واستقبل القبلة وتشهّد وقال: ها قد جئت ها قد جئت وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى ٢٠: ٨٤ [طه: ٨٤] فمات، ودفن في جبّانة العبّاد، وقد قارب الثمانين، وقبره بها مشهور مزور.

وفيها ابن الفخّار أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خلف الأنصاري المالقي [١] الحافظ، صاحب أبي بكر بن العربي. أكثر عنه، وعن شريح وخلق، وكان إماما ثقة مأمونا معروفا يسرد المتون والأسانيد، عارفا بالرجال واللغة، جليل القدر، طلبه السلطان ليسمع منه بمرّاكش فمات بها في شعبان وله ثمانون سنة.

وفيها محمد بن عبد الملك بن بونة العبدري [٢] المالقي، ابن البيطار نزيل غرناطة، وآخر من روى بالإجازة عن أبي علي بن سكّرة. سمع أبا محمد بن عتّاب، وأبا بحر بن العاص، وعاش أربعا وثمانين سنة.

وفيها فخر الدّين بن الدّهّان محمد بن علي بن شعيب البغدادي الفرضي [٣] الحاسب الأديب، النحوي الشاعر، جال في الجزيرة، والشام، ومصر، وصنّف الفرائض على شكل المنبر، فكان أول من اخترع ذلك، وله «تاريخ» [٤] وألّف كتاب «غريب الحديث» في مجلدات، وصنّف في النجوم،


[١] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ٢٠٩- ٢١٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٢٤١- ٢٤٣) .
[٢] في «آ» و «ط» «ابن بويه الغندري» وهو تصحيف والتصحيح من «العبر» (٤/ ٢٧٤) .
[٣] انظر «العبر» (٤/ ٢٧٤) .
[٤] تحرفت في «آ» إلى «تاريخا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>