للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سبط ابن الجوزي: كان على مذهب السّلف الصالح، حسن العقيدة، متمسكا بالكتاب والسّنّة والآثار المروية وغيرها [١] كما جاءت من غير طعن على أئمة الدّين وعلماء المسلمين، وينهى عن صحبة المبتدعين، ويأمر بصحبة الصالحين.

قال: وأنشدني لنفسه:

أوصيكم في القول بالقرآن ... بقول أهل الحقّ والإيقان [٢]

ليس بمخلوق ولا بفان ... لكن كلام الملك الدّيّان

آياته مشرقة المعاني ... متلوّة في اللفظ باللّسان

محفوظة في الصّدر والجنان ... مكتوبة في الصّحف بالبنان

والقول في الصّفات يا إخواني ... كالذّات والعلم مع البيان

إمرارها من غير ما كفران [٣] ... من غير تشبيه ولا عدوان

ولما كان عشية الاثنين ثامن عشري ربيع الأول، جمع أهله واستقبل القبلة، ووصاهم بتقوى الله تعالى ومراقبته، وأمرهم بقراءة يس وكان آخر كلامه إِنَّ الله اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ٢: ١٣٢ [البقرة: ١٣٢] .

وتوفي- رحمه الله- وغسّل في المسجد، ومن وصل إلى الماء الذي غسّل به، نشّف [به] النساء [مقانعهن] والرجال عمائمهم [٤] ، وكان يوما مشهودا، ولما خرجوا بجنازته من الدّير كان يوما شديد الحرّ، فأقبلت غمامة


أقول: وهذه الألقاب من قطب وغيرها، ليست ألقابا صحيحة، ولم يذكرها العلماء المتقدمون، وليس في الإسلام قطب ولا غوث ولا غيرهما. (ع) .
[١] في «آ» و «ط» و «المنتخب» (١٣٩/ آ) : «ويمرها» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٢] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «والإيقاف» .
[٣] في «آ» «من غير كفران» وهذه الأبيات لم ترد في «مرآة الزمان» .
[٤] في «آ» و «ط» . «نشّف النساء والرجال به عمائهم» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>