للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن خلّكان: كان كثير التخصص [١] والتنعّم، وافر السعادة، محظوظا من الدّين، اختصر كتاب «الحيوان» للجاحظ، وسمّى المختصر «روح الحيوان» وهي تسمية لطيفة. وله ديوان جميعه موشحات سماه «دار الطّراز [٢] » . وجمع شيئا من الرسائل الدائرة بينه وبين القاضي الفاضل، وفيه كل معنى مليح.

واتفق في عصره جماعة من الشعراء المجيدين، وكان لهم مجالس تجري بينهم فيها مفاكهات ومحاورات يروق سماعها. ودخل في ذلك الوقت إلى مصر شرف الدّين بن عنين، فعملوا له الدعوات، وكانوا يجتمعون على أرغد عيش، وكانوا يقولون: هذا شاعر الشام، وجرت لهم محافل سطّرت عنهم.

ومن شعر ابن سناء الملك [٣] .

لا الغصن يحكيك ولا الجؤذر ... حسنك مما ذكروا [٤] أكثر

يا باسما أبدى لنا ثغره ... عقدا ولكن كلّه جوهر

قال لي اللّاحي ألا تسمع [٥] ... فقلت يا لاحي ألا تبصر

وله يتغزل بجارية عمياء [٦] :

شمس بغير الشّعر لم تحجب ... وفي سوى العينين لم تكسف


[١] في «آ» و «ط» : «كثير التخصيص» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[٢] تحرف اسمه في «آ» و «ط» إلى «درّ الطّراز» والتصحيح من «وفيات الأعيان» وهو مطبوع بتحقيق الدكتور جودت الركابي وانظر «كشف الظنون» (١/ ٧٣٢) .
[٣] انظر «ديوانه» ص (٣٤٤) طبع دار الجيل ببيروت.
[٤] في «آ» و «ط» : «مما أكثروا» وفي «وفيات الأعيان» : «مما كثروا» والتصحيح من «ديوانه» .
[٥] في «آ» و «ط» : «ألا تستمع» والتصحيح من «ديوانه» و «وفيات الأعيان» .
[٦] انظر «ديوانه» ص (٤٨٤- ٤٨٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>