للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام طغتكين بن أيوب، أخو السلطان صلاح الدّين- وأقام بها مدة ثم رجع إلى الحجاز والدّيار المصرية.

ثم قال: ولما مات السلطان صلاح الدّين وملك الملك العادل دمشق، كتب إلى الملك العادل قصيدته الرائية يستأذنه في الدخول إليها ويصف دمشق ويذكر ما قاساه في الغربة، ولقد أحسن فيها كل الإحسان، واستعطفه بها أبلغ الاستعطاف، وأولها [١] :

ماذا على طيف الأحبّة لو سرى ... وعليهم لو سامحوني بالكرى

ومنها بعد وصف محاسن دمشق قوله [٢] :

فارقتها لا عن رضا وهجرتها ... لا عن قلى ورحلت لا متخيّرا

أسعى لرزق في البلاد مشتّت [٣] ... ومن العجائب [٤] أن يكون مقتّرا

وأصون وجه مدائحي متقنّعا ... وأكفّ ذيل مطامعي متستّرا

ومنها يشكو الغربة وما قاساه [٥] :

أشكو إليك نوى تمادى عمرها ... حتّى حسبت اليوم منها أشهرا

لا عيشتي تصفو ولا رسم الهوى ... يعفو، ولا جفني يصافحه الكرى

أضحى عن الأحوى المريع محلّئا [٦] ... وأبيت عن ورد النّمير منفّرا

ومن العجائب أن يقيل بظلّكم ... كلّ الورى ونبذت وحدي بالعرا


[١] انظر «ديوانه» ص (٣) .
[٢] انظر «ديوانه» ص (٥) .
[٣] في «ديوانه» : «مفرّق» .
[٤] في «ديوانه» : «ومن البلية» .
[٥] انظر «ديوانه» ص (٨) .
[٦] في «آ» و «ط» : «محولا» وأثبت لفظ «ديوانه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>