للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعيان، كالسّراج الهندي الحنفي، والشمس البسطامي [١] المالكي، والجلال القزويني الشّافعي، غير متعاقبين ولا مبالين بقول المنكرين الحسّاد. شعره ينعت بالاتحاد، وكذا شرحها الفرغاني، والقاشاني، والقيصري، وغيرهم.

وعلى الخمريّة وغيرها شروح عدة.

وقال بعض أهل الرسوخ: إن «الديوان» كله مشروح.

وذكر بعض الأكابر أن بعض أهل الظّاهر في عصر الحافظ ابن حجر كتب على التائية شرحا وأرسله إلى بعض عظماء صوفية الوقت ليقرضه [٢] فأقام عنده مدة ثم كتب عليه عند إرساله إليه:

سارت مشرّقة وسرت مغرّبا ... شتّان بين مشرّق ومغرّب

فقيل له في ذلك، فقال: مولانا الشّارح اعتنى بإرجاع الضمائر والمتبدإ والخبر والجناس والاستعارة، وما هنالك من اللغة والبديع، ومراد الناظم وراء ذلك كلّه. وقد أثنى على «ديوانه» حتّى من كان سيء الاعتقاد، ومنهم ابن أبي حجلة الذي عزّره السّراج الهندي بسبب الوقيعة فيه، فقال:

هو من أرقّ الدواوين شعرا وأنفسها درّا، برّا وبحرا. وأسرعها للقلوب جرحا وأكثرها على الطّلول [٣] نوحا، إذ هو صادر عن نفثة مصدور، وعاشق مهجور، وقلب بحرّ النّوى مكسور، والناس يلهجون بقوافيه وما أودع من القوى فيه، وكثر حتّى قلّ من لا رأى «ديوانه» أو طنّت بأذنه قصائده الطنّانة.

قال الكمال الأدفوي: وأحسنه القصيدة الفائية [٤] التي أولها:


[١] في «ط» : «البساطي» وهو خطأ.
[٢] ويقال أيضا: «ليقرظه» وكلاهما بمعنى.
[٣] في «آ» : «الطول» .
[٤] وهي في «ديوانه» ص (١٥١- ١٥٥) طبع دار صادر ببيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>