للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببغداد، وحرّان، ورأس العين، وحلب. وردّ منها خوفا من الحصار الكائن بدمشق على الناصر داود، وإلّا كان عزمه المجيء إلى دمشق. توفي فجأة في ربيع الآخر وقد نيّف على التسعين.

وفيها العلّامة الحافظ ابن دحية أبو الخطّاب عمر بن حسن بن محمد الجميّل [١] بن فرح [٢] بن خلف الكلبي الدّاني ثم السّبتي [٣] الحافظ اللّغوي الظّاهري المذهب. روى عن أبي عبد الله بن زرقون، وابن بشكوال، وهذه الطبقة. وعني بالحديث أتمّ عناية، وجال في مدن الأندلس ومدن العدوة، وحجّ في الكهولة، فسمع بمصر من البوصيري، وبالعراق «مسند الإمام أحمد» ، وبأصبهان «معجم الطبراني» من الصيدلاني، وبنيسابور «صحيح مسلم» بعلو بعد أن كان حدّث به بالغرب بالإسناد النازل للأندلسي، وكان يقول: إنه حفظه كلّه.

قال في «العبر» : وليس هو بالقويّ، ضعّفه جماعة. وله تصانيف ودعاو [٤] مدحضة، وعبارة متغيرة ومبغضة. وقد نفق على [الملك] الكامل وجعله شيخ دار الحديث بالقاهرة. انتهى.

وقال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متفننا في الحديث، والنحو، واللغة، وأيام العرب وأشعارها.

حصّل ما لا حصّل غيره [٥] من العلم، وكان في المحدّثين مثل ابن عنين في


[١] الجميّل: تصغير جمل. قاله الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ١٥) .
[٢] تصحف في «ط» إلى «فرج» .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ١٣٤- ١٣٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣٨٩- ٣٩٥) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ١٤١- ١٤٦) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٢) و «التبيان شرح بديعة البيان» لابن ناصر الدّين الدمشقي (١٧٦/ آ) .
[٤] في «آ» و «ط» : «ودعاوى» وأثبت لفظ «العبر» .
[٥] أقول: في «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣٩١) : «وحصّل ما لم يحصّله غيره» . (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>