للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي يوم الخميس رابع المحرم، فتسلطن بعده أخوه الصالح إسماعيل، وركب ركوب السلطنة، وترجل الناس بين يديه، وصادر جماعة من أهل دمشق، وركب التعاسيف، فجاء عسكر الكامل وحصر دمشق، وقطع المياه، وأحرق العقيبة، وقصر حجّاج، ونصبوا المجانيق، ووقّع الصلح، على أن أعطوا الصالح بعلبك وبصرى، وتسلّم الكامل دمشق.

وفيها الحكيم الفاضل سديد الدّين أبو الثناء محمود بن عمر الحانويّ [١] عرف بابن زقيقة [٢] الشيباني [٣] . صنّف كتاب «قانون الحكماء وفردوس النّدماء» وكتاب «الغرض المطلوب في تدبير المأكول والمشروب» وغير ذلك. وله ديوان شعر، منه فيما يتعلق بالطبّ:

توقّ الامتلاء وعدّ عنه ... وإدخال الطّعام على الطّعام

وإكثار الجماع فإنّ فيه ... لمن والاه داعية السّقام

ولا تشرب عقيب الأكل ماء ... لتسلم من مضرّات الطّعام

ولا عند الخوى والجوع حتّى ... تلهّى باليسير من الإدام

وخذ منه القليل ففيه نفع ... لدى العطش المبرّح والأوام

وهضمك فاصلحنه [٤] فهو أصل ... وأسهل بالأيارج كلّ عام

وفصد العرق نكّب عنه إلّا ... لدى مرض بطيب الطبع حامي

ولا تتحركنّ عقيب أكل ... وصيّر ذاك بعد الانهضام

ولا تطل السّكون فإنّ منه ... تولّد كلّ خلط فيك خام


[١] في «آ» و «ط» و «المنتخب» (١٦١/ ب) : «الحابولي» والتصحيح من «تاريخ الإسلام» .
[٢] في «آ» و «ط» و «المنتخب» (١٦١/ ب) : «ابن دقيقة» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ الإسلام» و «الأعلام» .
[٣] انظر «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ٢٤٧ و ٣٣١) و «الأعلام» (٧/ ١٧٨) الطبعة الرابعة.
[٤] كذا في «آ» و «ط» : «فأصلحنه» وفي «المنتخب» (١٦١/ ب) : «فأصلحه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>