للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّوميّ عن إقامته، فانصرفا [١] مغلوبين، وعند الكيسانيّة [٢] أن ابن الحنفيّة لم يمت، وأنه المهديّ الذي يخرج في آخر الزمان [٣] ، وفي ذلك يقول كثّير عزّة:

ألا إنّ الأئمة من قريش ... ولاة الحق أربعة سواء

عليّ والثلاثة من بنيه ... هم الأسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيمان وبرّ ... وسبط غيّبته كربلاء

وسبط لا يذوق الموت حتى ... تعود [٤] الخيل يقدمها [٥] اللّواء

نراه مخيّما بجبال رضوى ... مقيما [٦] عنده عسل وماء [٧]

ولما اتّسق الأمر لابن الزّبير دعا محمّدا وابن عبّاس إلى بيعته فقالا:

حتى يجتمع النّاس على بيعتك، ثم أراد ابن عبّاس بعد تمهّل أن يبايعه، فأبى ابن الزّبير، فردّ عليه ابن عبّاس قولا شديدا، يتضمّن التنويه بعبد الملك، والغضّ منه، وذلك مذكور في «صحيح البخاري» [٨] .

وفيها سويد بن غفلة الجعفيّ بالكوفة، وقدم المدينة وقد دفنوا


[١] أي الروميان.
[٢] الكيسانيّة: طائفة مشهورة من الرافضة، منسوبة للمختار بن أبي عبيد الثقفي. انظر «تاج العروس» للزبيدي «كيس» (١٦/ ٤٦٤) ، و «لسان العرب» «كيس» (٥/ ٣٩٦٧) .
[٣] وذلك فيما ذهب إليه طائفة من الشيعة أنه حي يرزق وأنه ينتظر خروجه في آخر الزمان، كما تنتظر طائفة أخرى منهم الحسن بن محمد العسكري الذي يخرج في زعمهم من سرداب سامرا، وليس على ذلك دليل صحيح (ع) .
[٤] في المطبوع: «تقول» وهو خطأ.
[٥] في الأصل: «يقوم» وهو خطأ.
[٦] في المطبوع: «مقيم» .
[٧] الأبيات في ديوانه ص (٥٢١) بتحقيق الدكتور إحسان عباس، طبع دار الثقافة ببيروت.
[٨] الذي في «البداية والنهاية» لابن كثير (٨/ ٢٣٩) : وبعث عبد الله بن الزبير إلى عبد الله بن عمر، ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس ليبايعوا، فأبوا عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>