للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حموه عن كلّ ما يشفى العليل به ... حتّى على طيفه من شكله حرس

قد كنت أبصر صبحا في محبته ... فعاد وهو بعيني كلّه غلس

توفي ببغداد في رجب.

وفيها الإمام شعلة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن الحسين الموصلي [١] الحنبلي المقرئ العلّامة، شارح «الشاطبية» . قرأ القرآن على أبي الحسن علي بن عبد العزيز الإربلي وغيره، وتفقه، وقرأ العربية، وبرع في الأدب والقراءات، وصنّف تصانيف كثيرة، ونظم الشعر الحسن.

قال الذهبي: كان شابا، فاضلا، ومقرئا محقّقا، ذا ذكاء مفرط، وفهم ثاقب، ومعرفة تامّة بالعربية واللغة، وشعره في غاية الجودة. نظم في الفقه، وفي التاريخ، وغيره. ونظم كتاب «الشّمعة في القراءات السّبعة» وكان- مع فرط ذكائه- صالحا، زاهدا، متواضعا. كان شيخنا التّقيّ المقصّاتي [٢] يصف شمائله وفضائله، ويثني عليه. وكان قد حضر بحوثه.

وقال ابن رجب: له تصانيف كثيرة، أكثرها في القراءات، منها «شرح الشاطبية» وكتاب «الناسخ والمنسوخ» وكلامه فيه يدل على تحقيقه وعلمه، وله كتاب «فضائل الأئمة الأربعة» .

ومن نظمه قوله:

دع عنك ذكر فلانة وفلان ... واجنب لما يلهي عن الرّحمن


[١] انظر «العبر» (٥/ ٢٣٤) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٦٠) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٤) و «معرفة القراء الكبار» (٢/ ٦٧١- ٦٧٢) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٥٦- ٢٥٨) و «غاية النهاية في طبقات القراء» (٢/ ٨٠- ٨١) .
[٢] هو شيخ القراء تقيّ الدّين أبو بكر ثابت بن محمد بن المشيّع الجزريّ المقصّاتيّ، سترد ترجمته في وفيات سنة (٧١٣) من المجلد الثامن إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>