للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتعيين الشيخ عزّ الدّين بن عبد السّلام، وولي الوزارة ونظر الدّواوين وتدريس الشّافعي والصّالحية، ومشيخة الشيوخ والخطابة، ولم تجتمع هذه المناصب لأحد قبله. قرأ على الشيخ زكي الدّين المنذري «سنن أبي داود» وحدّث عن غيره أيضا.

قال القطب اليونيني: كان إماما، [عالما] فاضلا متبحّرا، وتقدم في الدولة، وكانت له الحرمة الوافرة عند الملك الظّاهر. وكان ذا ذهن ثاقب، وحدس صائب، وجدّ وسعد [١] وحزم وعزم، مع النزاهة المفرطة، وحسن الطّريقة والصّلابة في الدّين، والتثبّت في الأحكام، وتولية الأكفاء، لا يراعي أحدا ولا يداهنه، ولا يقبل شهادة مريب.

وقال السبكيّ: وعن ابن دقيق العيد أنه قال: لو تفرّغ ابن بنت الأعزّ للعلم لفاق ابن عبد السّلام.

وكان يقال: إنه آخر قضاة العدل، وفي أيّامه قبل موته بيسير جعلت القضاة أربعة بمصر، في سنة ثلاث وستين، وفي الشام في سنة أربع وستين.

توفي- رحمه الله تعالى- في السابع والعشرين من رجب، ودفن بسفح المقطّم.

وفيها ابن القسطلّاني الشيخ تاج الدّين علي بن الزّاهد أبي العبّاس أحمد ابن علي القيسي المصري المالكي [٢] ، المفتي العدل. سمع بمكّة من زاهر بن رستم، ويونس الهاشمي، وطائفة. ودرّس بمصر، ثم ولي مشيخة الكاملية إلى أن توفي في سابع شوال، وله سبع وسبعون سنة.


[ (-) ] (٢/ ٦٢٣) و «طبقات الشافعية الكبر» (٨/ ٣٧٥) و «حسن المحاضرة» : «الهمداني» وتصحفت نسبته في «ذيل مرآة الزمان» و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٣١٨) إلى «الهمذاني» فتصحح.
[١] لفظة «وسعد» لم ترد في «ذيل مرآة الزمان» الذي بين يدي.
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٢٨١) و «النجوم الزّاهرة» (٧/ ٢٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>