للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عارفا بأصول الدّين، وبالحديث، وبأسماء الرجال، والتواريخ، وباللغة، والعربية، وغير ذلك، وانتهت إليه معرفة الفقه بالعراق.

وكان يحفظ «الهداية» و «الخرقي» وذكر أنه طالع «المغني» للشيخ موفق الدّين ثلاثا وعشرين مرة، وكان يستحضر أكثره، وعلّق عليه حواشي وفوائد.

قال ابن رجب: انتهت إليه رئاسة العلم ببغداد من غير مدافع، وأقرّ له الموافق والمخالف، وكان الفقهاء من سائر الطوائف يجتمعون به، ويستفيدون منه في مذاهبهم، ويتأدّبون معه، ويرجعون إلى قوله، ويردّهم عن فتاويهم، فيذعنون له، ويرجعون إلى ما يقوله، حتّى ابن المطهّر شيخ الشيعة، كان الشيخ يبيّن له خطأه في نقله لمذهب الشيعة فيذعن له.

ويوم وفاته قال الشيخ شهاب الدّين عبد الرحمن بن عسكر شيخ المالكية:

لم يبق ببغداد من يراجع في علوم الدّين مثله.

وقرأ عليه جماعة من الفقهاء، وتخرّج به أئمة، وأجاز لجماعة، وولي القضاء.

توفي ببغداد ليلة الجمعة ثاني عشري جمادى الأولى ودفن بمقابر الإمام أحمد قريبا من القاضي أبي يعلى، رحمهم الله تعالى.

وفي حدودها نجم الدّين أبو الفضل إسحاق بن أبي بكر بن ألمى بن أطز [١] التّركي ثم المصري [٢] الفقيه الحنبلي المحدّث الأديب الشاعر.

ولد سنة سبعين وستمائة [٣] . وسمع بمصر من الأبرقوهي، ورحل، وسمع بالإسكندرية من القرافي، وبدمشق من أبي الفوارس. وإسماعيل بن الفرّاء، وبحلب من سنقر الزّيني، وتفقه. وقال الشعر الحسن، وسمع منه الحافظ الذهبي


[١] في «ط» : «أطر» .
[٢] انظر «معجم الشيوخ» (١/ ١٧٠) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤١٤- ٤١٥) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٣٥٧) و «الوافي بالوفيات» (٨/ ٤٠٥) .
[٣] تحرفت في «ط» إلى «سبعمائة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>