للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحلب، ثم دخل العراق بعد السبعمائة، وتنقّل في البلاد، وسكن أذربيجان، ولم تكن سيرته هناك مشكورة، وبقي إلى حدود هذه السنة ولم تتحقق سنة وفاته، وليس له في الزّهد والعلم مشبه سوى الحسن البصري، وابن المسيّب. قاله ابن رجب.

وفيها قاضي القضاة علاء الدّين علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي الشافعي [١] قاضي القضاة، وشيخ الشيوخ، فريد العصر.

ولد بمدينة قونوة [٢] سنة ثمان وستين وستمائة. واشتغل هناك، وقدم دمشق في أول سنة ثلاث وتسعين فازداد بها اشتغالا، وسمع الحديث من جماعة، وتصدر للإشغال بالجامع، ودرّس بالإقبالية، ثم تحوّل سنة سبعمائة إلى مصر، وسمع بها من جماعة، ولازم ابن دقيق العيد، وأثنى عليه ثناء بالغا، مع شدة احترازه في الألفاظ، وتولى بالقاهرة تدريس الشّريفية، ومشيخة الميعاد بالجامع الطولوني، وولي مشيخة الشيوخ في سنة عشر وسبعمائة، وانتصب للاشغال، وازدحم عليه الناس إلى أن تخرّج به خلق كثير. وصنّف شرحه المشهور على «الحاوي» وصنّف مصنّفا في «حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم» .

ذكره الذهبي في «المعجم المختص» [٣] فقال: قدم علينا دمشق في أوائل سنة ثلاث وتسعين، فحضر المدارس وبهرت فضائله، ودرّس وأفتى، وأعاد [٤] وأفاد، وبرع في عدة علوم، وتخرّج به أئمة. مع الوقار، والورع، وحسن السّمت، ولطف المحاورة، وجميل الأخلاق. قلّ أن ترى العيون مثله.


[١] انظر «ذيول العبر» ص (١٦٢) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٣٠٨) و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٧٩) و «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ١٣٢- ١٣٦) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٣٣٤- ٣٣٦) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٥٦- ٣٥٩) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٢٤- ٢٨) .
[٢] كذا في «آ» و «ط» و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة مصدر المؤلف: «قونوة» ولعلها «قونية» التي تقع في الجنوب الأوسط من تركية المعاصرة.
[٣] لم أجد ترجمته في «المعجم المختص» المطبوع الذي بين أيدينا فلعل ترجمته قد سقطت منه، والله أعلم.
[٤] في «ط» : «وأعادوا» وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>