للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر له تلميذه الشيخ جمال الدّين الإسنوي ترجمة حسنة، وقال: كان أجمع من رأيناه للعوم، مع الاتّساع فيها، خصوصا العلوم العقلية واللّغوية، لا يشار بها إلّا إليه، ولا يحال فيها إلّا عليه، وولي القضاء بدمشق ومشيخة الشيوخ، وباشر على النّمط الذي كان عليه بالدّيار المصرية، مع الحرمة، والنّزاهة، والإشغال، والتّحديث، إلى أن توفي بدمشق في ذي القعدة، ودفن بجبل قاسيون.

وفيها الصّدر نجم الدّين علي بن محمد بن هلال الأزدي [١] .

حدّث عن ابن البرهان، والقاضي صدر الدّين بن سني الدولة، والزّين خالد والكرماني.

وطلب وحصّل الأصول، وولي نظر الأيتام، وكان تامّ الشكل حسن البزّة، ذا كرم وتحمّل.

ومات بدمشق في ربيع الآخر عن ثمانين سنة.

وفيها القاضي نجم الدّين أبو عبد الله محمد بن عقيل بن أبي الحسن بن عقيل البالسي ثم المصري [٢] الشافعي شارح «التنبيه» .

ولد سنة ستين وستمائة، وسمع بدمشق من جماعة، واشتغل وفضل، ثم دخل القاهرة، وسمع من ابن دقيق العيد، ولازمه، وناب في الحكم بمصر، ودرّس بالمعزّية والطّبيبرسية، وكان قويّ النّفس، كثير الإيثار مع التقلل، وانتفع به طلبة مصر، ودارت عليه الفتيا بها.

قال الذهبي: كان إماما زاهدا.

وقال السبكي في «الطبقات الكبرى» : شارح «التنبيه» ، واختصر «كتاب الترمذي» في الحديث، وكان أحد أعيان الشافعية. ديّنا وورعا.


[١] انظر «المعجم المختص» ص (١٧٠- ١٧١) و «ذيول العبر» ص (١٦٠) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ١١٤- ١١٥) .
[٢] انظر «ذيول العبر» ص (١٥٩- ١٦٠) و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٨٠) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ٢٥٢) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٢٩٠- ٢٩١) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٨١- ٣٨٣) و «الوافي بالوفيات» (٤/ ٩٨) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>