للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره:

حديثك لي أحلى من المنّ والسّلوى ... وذكرك شغلي كان في السّرّ والنّجوى

سلبت فؤادي بالتّجنّي وإنّني ... صبرت لما ألقى وإن زادت البلوى

وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان الموصلي الشافعي [١] ، نزيل دمشق.

ولد على رأس القرن، وكتب الخطّ المنسوب، ونظم الشعر فأجاد، وكان أكثر مقامه بطرابلس، ثم قدم دمشق، وولي خطابة يلبغا واتّجر في الكتب، فترك تركة هائلة تبلغ ثلاثة آلاف دينار.

قال ابن حبيب: عالم علت رتبته الشهيرة، وبارع ظهرت في أفق المعارف شمسه المنيرة، وبليغ تثني على قلمه ألسنة الأدب، وخطيب تهتز لفصاحته أعواد المنابر من الطّرب. كان ذا فضيلة مخطوبة وكتابة منسوبة، وجرى في الفنون الأدبية ومعرفة بالفقه واللغة والعربية، وله نظم «المنهاج» ونظم «المطالع» وعدة من القصائد النّبوية، وهو القائل في الذهبي لما اجتمع به:

ما زلت بالطّبع أهواكم وما ذكرت ... صفاتكم قطّ إلّا همت من طربي

ولا عجيب إذا ما ملت نحوكم ... والنّاس بالطّبع قد مالوا إلى الذّهب

تصدّر بالجامع الأموي، وولي تدريس الفاضلية بعد ابن كثير.

وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد الصّالحي، عرف بالمنبجي [٢] الحنبلي الشيخ الإمام العالم. له مصنّف في الطّاعون وأحكامه، جمعه في الطّاعون الواقع سنة أربع وستين، وفيه فوائد غريبة.

وفيها بدر الدّين محمد بن شمس الدّين محمد ابن الشّهاب محمود الحلبي [٣] ناظر الجيش والأوقاف بحلب. سمع على الحجّار، ومحمد بن


[١] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٣٥٥) و «إنباء الغمر» (١/ ٦٨- ٦٩) .
[٢] انظر «المقصد الأرشد» (٢/ ٥٢٤- ٥٢٥) و «الجوهر المنضد» ص (١٥٦) و «السحب الوابلة» ص (٤٤٨) .
[٣] انظر «إنباء الغمر» (١/ ٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>