للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ثمان وثمانين وستمائة، وسمع الحديث من جماعة، وتفقه على الفزاري، والكمال ابن قاضي شهبة، وابن الزّملكاني. وأذن له بالفتوى، ودرّس قديما بالنّجيبية، ثم بالظّاهرية الجوّانية، والعادلية الصّغرى، وأعاد بالشامية الجوانية. ودرّس بها نيابة.

قال ابن حجي: اشتهر بدمشق في شأن الفتوى، وصار المشار إليها فيها، ولم يضبط عليه فتوى أخطأ فيها، وكان معظّما، يخضع له الشيوخ، ويقصد لقضاء حوائج النّاس عند القضاة وغيرهم، وله تواضع وأدب زائد.

توفي بالطّاعون في مستهل المحرم، ودفن بسفح قاسيون.

وفيها لسان الدّين محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن علي السّلماني اللّوشي الأصل الغرناطي الأندلسي [١] .

كان والده بارعا فاضلا، وتقدم ذكره سنة إحدى وأربعين.

قال العلّامة المقري في كتابه «تعريف ابن الخطيب» : هو الوزير الشهير الكبير، الطائر الصّيت في المشرق والمغرب، المزرى [٢] عرف الثناء عليه بالعنبر والعبير، المثل المضروب في الكتابة، والشعر، والطبّ، ومعرفة العلوم على اختلاف أنواعها ومصنّفاته تخبر عن ذلك، ولا ينبئك مثل خبير. علم الرؤساء الأعلام الذي خدمته السّيوف والأقلام، وغني بمشهور ذكره عن مسطور التعريف والإعلام، واعترف له بالفضل أصحاب العقول الرّاجحة والأحلام، عرّف هو


(٣/ ٤٢٣- ٤٢٤) و «الدليل الشافي» (٢/ ٦١٢) و «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ٣١١- ٣١٢) .
[١] انظر «الإحاطة» (٤/ ٤٣٨- ٦٤٠) و «إنباء الغمر» (١/ ١٢٩- ١٣٣) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٤٦٩) و «الدليل الشافي» (٢/ ٦٤١- ٦٤٢) و «لسان الدّين بن الخطيب حياته وآثاره» للأستاذ محمد عبد الله عنان رحمه الله، وقد نثر صاحب «نفح الطيب» أخباره في أماكن متفرقة من كتابه.
[٢] لفظة «المزرى» سقطت من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>