للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ ابن حجي: كان رجلا عالما، يستحضر الفقه وغيره، بلغني أنه كان يستحضر «شرح مسلم» للنووي، وكان منسوبا، إلى كرم ونعمة وافرة.

وقال ابن حبيب في «تاريخه» : إنه ولي قضاء مكّة نيفا وعشرين سنة.

وقال ابن حجر: كان فصيح العبارة، لسنا، جيد الخطبة، متواضعا، محبّا للفقراء.

توفي- وهو متوجه إلى الطائف- في ثالث عشر رجب، وحمل إلى مكّة فدفن بها، وخلّف تركة وافرة.

وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الله بن أحمد الهكّاري ثم الصّلتي الشافعي [١] .

اشتغل على أبيه بالصّلت، وكان مدرّسا، ثم درّس بعد أبيه، ثم قدم دمشق، فسمع بها، وتنقل في قضاء البرّ، ثم ولي قضاء حمص أخيرا. وكان لا يملّ من الاشتغال بالعلم وتعليق الفوائد، ولخّص «ميدان الفرسان» [٢] في قدر نصفه في ثلاث مجلدات، وهو اختصار عجيب.

وتوفي بحمص في رجب ولم يكمل الخمسين سنة.

وفيها أمين الدّين محمد بن علي بن الحسن بن عبد الله الأنفي- بفتحات- المالكي [٣] .

ولد سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وعني بالحديث، وظهر له سماع من الحجّار، فحدّث به، وسمع من البندنيجي، وأسماء بنت صصرى، وغيرهما، وكتب الكثير، وسمع العالي والنّازل، وأخذ عن البرزالي والذهبي، ونسخ كثيرا من مصنّفاته وغيرها، وولي قضاء حلب يسيرا، وكان يفتي على مذهب مالك،


[١] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ١٧٦) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٤٦٦) و «الأعلام» (٦/ ٢٣٦) .
[٢] قال حاجي خليفة في «كشف الظنون» (٢/ ١٩١٦) : وهو كتاب نفيس في خمس مجلدات، جمع فيه أبحاث الرافعي، وابن الرّفعة، والسّبكي.
[٣] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ١٧٧) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>