للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها محمد بن محمد بن علي بن حزب الله المغربي [١] .

قال ابن حجر: قرأت بخطّ القاضي برهان الدّين بن جماعة: مات الإمام العالم الكاتب البليغ أبو عبد الله بن حزب الله بدمشق في خامس عشري شعبان سنة ثمان وثمانين، وله تآليف وفضائل.

قلت: منها كتاب سمّاه «عرف الطّيب في وصف الخطيب» صنّفه للبرهان المذكور.

ومن نظمه قصيدة أولها:

لبريق أرض الأبرّقين والنّقا ... قد طار منّي القلب إذ تألّقا

انتهى.

وفيها شمس الدّين محمد بن يوسف [بن إلياس] [٢] القونوي الحنفي [٣] ، نزيل المزّة.

ولد سنة خمس عشرة أو في التي بعدها، وقدم دمشق شابا، وأخذ عن التّبريزي وغيره، وتنزّه عن مباشرة الوظائف حتّى المدارس، وكان الشيخ تقي الدّين السّبكي يبالغ في تعظيمه، وكان له حظ من عبادة وعلم وزهد وورع [٤] .

وكان شديد البأس على الحكام، شديد الإنكار للمنكر، أمّارا بالمعروف، يحب الانفراد والانجماع، قليل المهابة للأمراء والسلاطين، يغلظ لهم كثيرا. وكان قد أقبل على اشتغال بالحديث بأخرّة، والتزم أن لا ينظر في غيره، وصارت له اختيارات يخالف فيها المذاهب الأربعة لما يظهر له من دليل الحديث.

قال ابن حجي: كانت له وجاهة عظيمة، وكان ينهى أولاده وأتباعه عن


[١] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ٢٤٤) .
[٢] ما بين القوسين سقط من «آ» .
[٣] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ٢٤٤) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٩٢) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٣٠٩) و «الفوائد البهية» ص (٢٠٣- ٢٠٤) .
[٤] لفظة «وورع» لم ترد في «آ» و «إنباء الغمر» مصدر المؤلف وانفردت بها «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>