للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان [١] بيده تدريس الحديث بالظّاهرية البيبرسية وبالفاضلية، واستقرّ فيهما بعده العراقي، وتوفي في المحرم.

وفيها فاطمة بنت عمر بن يحيى المدنيّة [٢] ، وتعرف ببنت الأعمى.

أجاز لها الدّشتي، والقاضي، والمطعم، وحدّثت بمصر مدة، وماتت في آخر السنة.

وفيها فتح الدّين أبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد القاضي، العالم المتفنّن الأديب الكاتب الفقيه الشافعي النابلسي الأصل ثم الدمشقي، المعروف بابن الشهيد [٣] .

كان كاتب السّرّ بدمشق.

ولد سنة ثمان وعشرين، واشتغل في العلوم، وتفنّن، وفاق أقرانه في النّظم والنّثر والكتابة.

وولي كتابة السر، ومشيخة الشيوخ في ذي القعدة سنة أربع وستين، فباشر مدة ثلاث سنين ونصف، ثم عزل ثم أعيد إلى الوظيفتين بعد أشهر، واستمرّ أكثر من سبع سنين، ثم عزل من كتابة السرّ، وأعيد غير مرّة ومدة ولايته خمس عشرة سنة وأشهر، ودرّس بالناصرية الجوانية والظّاهرية الجوّانية، وولاه منطاش الخطابة.

وكان يخطب خطبا فصيحة بليغة لكن لم يكن عليها قبول، وكان بينه وبين الأمر سيف الدّين نائب الشام عداوة شديدة عند ما يلي نيابة الشام يعزل المذكور ويصادر ويؤذى، وتارة يختفي، وفي بعض النّوب في اختفائه منه نظم «السيرة النّبوية» من عدة كتب ثلاث مجلدات في خمسة وعشرين ألف بيت وسمّاه «الفتح


[١] في «ط» : (وكانت) .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٩٣) و «أعلام النساء» (٤/ ٨٩) .
[٣] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٩٣) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٢٩٦) و «طبقات ابن قاضي شهبة» (٣/ ٢١٨) و «معجم المؤلفين» (٨/ ٢١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>