للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميتا، وكان ماهرا في الكتابة، عارفا بصناعة الحساب، أعجوبة في الذكاء، له الشعر الفائق والنّظم الرائق.

قال ابن حجر: ما طرق سمعي أحسن من قوله في الرسالة التي كتبها للبشتكي لما صاد السمكة، وهي الرسالة الطويلة، منها: وقعد لصيد السمك بالمرصاد، وأطاعه حرف النصر، فكلما تلا لسان البحر نون تلا لسان العزم صاد.

وهو القائل:

علقتها معشوقة خالها ... قد عمّها بالحسن بل خصّصا

ما وصلها [١] الغالي وما جسمها ... لله ما أغلى وما أرخصا

سمعت من لفظه شيئا من الشعر، وكانت بيننا مودة.

قال المقريزي- بعد أن أثنى على أدبه وفضله-: إلّا أنه كان لعراقة آبائه في النّصرانية يستخف بالإسلام وأهله، ويخرج ذلك في أساليب من سخفه وهزله، من ذلك أنه سمع المؤذّن يقول: وأشهد أن محمدا رسول الله، فقال: هذا محضر له ثمانمائة سنة تؤدى فيه الشهادة وما ثبت.

ومات وله عدة بنات نصارى، عامله الله بما يستحقه. انتهى كلام المقريزي.

ومات في خامس عشر ذي الحجّة.

وفيها علاء الدّين أبو الحسن علي بن بهاء الدّين عبد الرحمن بن قاضي القضاة عزّ الدّين محمد بن قاضي القضاة تقي الدّين سليمان بن حمزة المقدسي الأصل ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي [٢] .

حضر على جدّ والده التّقي سليمان وغيره.


[١] في «إنباء الغمر» : «يا وصلها» .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ١٣٥) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٦٠) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٢٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>