للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها جمال الدّين محمد بن يحيى بن سليمان السّكوني المغربي المالكي [١] .

قال في «إنباء الغمر» : كان عارفا بالمعقولات إلّا أنه طائش العقل، ولي قضاء حماة وطرابلس. فلم يحمد، ثم ولي قضاء دمشق شهرين بعد غلبة الظّاهر، فبدا منه طيش أهين بسببه، وذلك أنه تصدّى لأذى الكبار وتغريم بعضهم، فكوتب فيه السلطان، وعرّفوه ثبوت فسقه، فقدم مصر، ثم نفي إلى الرّملة فمات بها في أوائل هذه السنة.

وقال ابن حجي: كان كثير الدّعوي، ولما عزل عن القضاء وقف للسلطان بمصر وشكا من غرمائه، فقال له: أنا ما عزلتك هم حكموا بعزلك، فأخذ يعرّض ببعض الأكابر، فعملوا عليه حتّى أخرجوه.

وفيها شرف الدّين أبو البقاء محمود بن العلّامة جمال الدّين محمد بن الإمام كمال الدّين أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بابن الشريشي [٢] الشافعي، العلّامة الورع، بقية السّلف، مفتي المسلمين وأقدم المدرسين وأقضى القضاة، البكري الوائلي.

ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة بحمص، وأخذ العلم عن والده، والشيخ شمس الدّين بن قاضي شهبة، وأضرابهما، وقرأ في الأصول والنحو والمعاني والبيان، وشارك في ذلك كلّه [٣] ، مشاركة قوية، ونشأ في عبادة وتقشف وسكون وأدب وانجماع عن الناس، ودرس بالبادرائية، نزل بها والده عنها، واستمرّ يدرّس بها إلى حين وفاته من سنة خمسين، وناب للقاضي تاج الدّين في آخر عمره فمن بعده، ولازم الاشتغال والإفتاء، واشتهر بذلك، وصار هو المقصود بالفتاوى من سائر الجهات، وكان يكتب على الفتاوى كتابة حسنة.


[١] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ١٨٦) .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ١٨٦) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٣٣٤) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ٢٤٨) .
[٣] لفظة «كلّه» سقطت من «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>