للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما صرّح الشّرّ ... فأضحى [١] وهو عريان

مشينا مشية اللّيث ... غدا واللّيث غضبان

بضرب فيه توهين ... وتخضيع وإقران

وطعن كفم الزّقّ ... وهي والزّقّ ملآن

وفي الشّرّ نجاة حي ... ن لا ينجيك إحسان

وهو شعر قديم يقال: إنه للفند الزّمّاني [٢] في حرب البسوس [٣] فقال لحبابة: غنّيني به بحياتي، فقالت: يا أمير المؤمنين، هذا شعر لا أعرف أحدا يغنّي به إلّا الأحول المكّي [٤] فقال: نعم قد كنت سمعت ابن عائشة [٥] يعمل فيه ويترك، قالت: إنما أخذه عن فلان ابن أبي لهب، وكان حسن الأداء، فوجه يزيد إلى صاحب مكّة: إذا أتاك كتابي هذا، فادفع إليّ فلان ابن أبي لهب ألف دينار لنفقة طريقه على ما شاء من دواب البريد، ففعل، فلما قدم عليه،


[١] في «مروج الذهب» : «فأمسى» والأبيات فيه (٣/ ٢٠٨) .
[٢] هو شهل بن شيبان بن ربيعة بن زمان الحنفي، وشهل بالشين، وليس في العرب شهل بالمعجمة إلّا هو. انظر «شرح أبيات مغني اللبيب» للبغدادي (٨/ ١٩- ٢٠) .
[٣] البسوس: امرأة من العرب هاجت بسببها الحرب أربعين سنة بين العرب، فضرب بها المثل في الشّؤم، فقالوا: أشأم من البسوس، وبها سميت حرب البسوس. «مختار الصحاح» ص (٥٢) . وانظر «الأعلام» للزركلي (٣/ ٥١) .
[٤] لعله يعلى بن مسلم بن أبي قيس اليشكري الأزدي. الأحول، شاعر أموي، اشتهر بقصيدة قالها في مكة أولها:
ألا ليت حاجاتي اللواتي حبسنني ... لدى نافع قضين منذ زمان
واختلف الرّواة في خبره. انظر «الأعلام» للزركلي- طيب الله ثراه- (٨/ ٢٠٤- ٢٠٥) .
[٥] هو محمد بن عائشة، أبو جعفر، موسيقار من المقدمين في صناعة الغناء، ووضع الألحان في العصر الأموي، يرتجل ذلك ارتجالا. وهو من أهل المدينة، ينسب إلى أمه. وكانت مولاة لأحد بني كندة، ويضرب المثل في ابتدائه بالغناء، حتى قيل للابتداء الحسن كائنا ما كان، من قراءة قرآن، أو إنشاء شعر، أو غناء: كأنه ابتداء ابن عائشة. مات سنة (١٠٠) هـ. انظر «الأعلام» للزركلي (٦/ ١٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>