للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب سيواس وقاضيها وسلطانها.

ولد بها وبها نشأ، ثم قدم حلب، وقرأ بها مدة قليلة، وقدم القاهرة، وأقام بها مدة، ثم عاد إلى سيواس.

قال المقريزي: أحمد حاكم قيصرية، وتوقات، وسيواس.

اعلم أن مملكة [١] الرّوم كانت أخيرا لبني قلج أرسلان الذين أقاموا بها دين الإسلام لما انتزعوها من يد ملك القسطنطينية، وكان كرسيهم قونية وأعمالهم كثيرة جدا إلى أن اتخذت سيواس كرسي ملكهم، ثم إن صاحب الترجمة قدم القاهرة وأخذ بها عن شيوخ زمانه، فعرف بالذكاء حتّى حصل على طرف من العلم، فبشّره بعض الفقراء بأنه يتملك بلاد الرّوم وأشار إليه بعوده إليها، فمضى إلى سيواس ودرّس بها وصنّف، ونظم الشعر وهو يتزيا بزي الأجناد، وسلك طريقة الأمراء فيركب بالجوارح والكلاب إلى الصيد، ويلازم الخدم السلطانية إلى أن مات [السلطان] ابن أرثنا [٢] صاحب سيواس عن ولد صغير اسمه محمد، فأقيم بعده، وقام الأمراء بأمره، وأكبرهم الذي يرجعون إليه في الرأي قاضي سيواس، والد البرهان هذا، فدبّر الأمر المذكورون مدة حياة القاضي، فلما مات ولّي ابنه برهان الدّين هكذا مكانه، فسدّ مسدّه، وأربى عليه بكثرة علمه، وحسن سياسته، وجودة تدبيره، وأخذ في إحكام أمره، فأول ما بدا به بعد تمهيد قواعده أن فرّق أعمال ولايته على الأمراء، وبقي من الأمراء اثنان فريدون وغضنفر فثقلا عليه فتمارض ليقعا في قبضته، فدخلا عليه يعودانه، فلما استقرّ بهما الجلوس خرج عليهما من رجاله جماعة أقعدهم في مخدع، فقبضوا عليهما وخرج من فوره، فملك الأمر من غير منازع، ولقّب بالسلطان ثم خرج فاستولى على مملكة قرمان، وقاتل من عصى عليه، ونزع توقات، واستمال إليه تتار الرّوم، وهم جمع كبير لهم بأس ونجدة وشجاعة، وانضاف إليه الأمير عثمان قرايلك [٣] بتراكمينه فعزّ جانبه، ثم إن قرايلك


وما بين الحاصرتين في صدر الترجمة زيادة منه.
[١] في «آ» و «ط» : «ممالك» والتصحيح من «درر العقود الفريدة» مصدر المؤلف.
[٢] في «درر العقود الفريدة» : «ابن أرثنا» ولفظة «السلطان» مستدركة منه.
[٣] في المواطن الخمسة من «آ» و «ط» : «قرانبك» وما أثبته من «السّلوك» (٣/ ٣/ ١٠٤٢ و ١١٥١

<<  <  ج: ص:  >  >>