للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالف عليه ومنع تقادمه التي كان يحملها إليه، فلم يكترث به القاضي برهان الدّين احتقارا له، فصار قرايلك يتردد إلى أماسية وأزرنجان، إلى أن قصد ذات يوم مصيفا بالقرب من سيواس، ومرّ بظاهر المدينة، فشق عليّ القاضي برهان الدّين كونه لم يعبأ به، وركب عجلا بغير أهبة ولا كثرة جماعة، وساق في أثره ليوقع به، فكّر عليه قرايلك بجماعته فأخذه قبضا باليد، وتفرّقت عساكره [١] شذر مذر، وكان قرايلك عزم أن يعيده إلى مملكته، فنزل عليه شيخ نجيب، فما زال به حتّى قتله.

وكان- رحمه الله- فقيها، فاضلا، كريما، جوادا، قريبا من الناس، شديد البأس، أديبا، شاعرا، ظريفا، لبيبا [٢] ، مقداما، يحبّ العلم والعلماء، ويدني إليه أهل الخير والفقراء، وكان دائما يتخذ يوم الاثنين والخميس والجمعة لأهل العلم خاصة، لا يدخل عليه سواهم، وأقلع قبل موته، وتاب، ورجع إلى الله تعالى.

ومن مصنّفاته كتاب «الترجيح على التلويح» .

وكان للأدب وأهله عنده سوق نافق [٣] .

وقتل في ذي القعدة. انتهى كلام المقريزي باختصار.

وفيها الشيخ الكبير الولي الشهير العارف بالله تعالى الشيخ أبو بكر بن داود الصّالحي [٤] الحنبلي المسلك، المخلص الفقيه المتين.

قال الشّهاب بن حجي: كان معدودا في الصّالحين، وهو على طريقة السّنّة، وله زاوية حسنة بسفح قاسيون فوق جامع الحنابلة، وله إلمام بالعلم.

ومات في سابع عشري رمضان. انتهى أي ودفن بحوش تربته من جهة الشمال قريبا من الطريق.

قال الشيخ إبراهيم ابن الأحدب في «ثبته» والدّعاء عند قبره مستجاب [٥] .


و١١٦٦) و «النجوم الزاهرة» (١٣/ ٥٩) والضبط عنه. وفي «درر العقود الفريدة» : «قرايلوك» .
[١] في «ط» : «عسكره» .
[٢] في «درر العقود الفريدة» : «لينا» .
[٣] في «درر العقود الفريدة» : «سوق نافقة» .
[٤] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ١٦٦) و «الضوء اللامع» (١١/ ٣١) و «السحب الوابلة» ص (١٢٧) .
[٥] قلت: وذلك من المبالغة في الإطراء، فالدعاء لا يحتاج قبوله من الله تعالى إلى وسيط. قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>