للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحكم، ودرّس بمدارس أبيه بعده، وكان عنده سكون وحياء، وتمول في الآخر، وكثرت معاملاته.

وتوفي في شعبان.

وفيها نور الدّين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر الهيثميّ الشافعي [١] الحافظ.

ولد في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، وصحب الشيخ زين الدّين العراقي وهو صغير، فسمع معه من ابتداء طلبه على أبي الفتح الميدومي، وابن الملوك، وابن القطرواني، وغيرهم من المصريين. ومن ابن الخبّاز، وابن الحموي، وابن قيّم الضّيائية، وغيرهم من الشاميين. ثم رحل جميع رحلاته معه- أي مع العراقي- وحجّ معه حجّاته، ولم يكن يفارقه حضرا ولا سفرا، وتزوج بنته، وتخرّج به في الحديث، وقرأ عليه أكثر تصانيفه، فكتب عنه جميع مجالس إملائه، وسمع بنفسه، وعني بهذا الشأن، وكتب، وجمع، وصنّف، فمن تصانيفه «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» جمع فيه زوائد المعاجم الثلاث للطبراني [٢] ، و «مسند الإمام أحمد بن حنبل» و «مسند البزّار» و «مسند أبي يعلى» [٣] وحذف أسانيدها، وجمع «ثقات ابن حبّان» ورتّبها على حروف المعجم، وكذا «ثقات العجلي» ورتّب «الحلية» على الأبواب، وصار كثير الاستحضار للمتون جدا لكثرة الممارسة، وكان هينا، لينا، خيرا محبّا لأهل الخير، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة الحديث، كثير الخير، سليم الفطرة.

قال ابن حجر: قرأت عليه الكثير قرينا [٤] الشيخ، ومما قرأت عليه بانفراده نحو النّصف من «مجمع الزوائد» له وغير ذلك، وكان يشهد لي بالتقدم في الفنّ،


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٢٥٦- ٢٦٠) و «ذيل تذكرة الحفاظ» ص (٣٧٢- ٣٧٣) و «الضوء اللامع» (٥/ ٢٠٠) و «طبقات الحفاظ» ص (٥٤١) و «حسن المحاضرة» (١/ ٣٦٢) .
[٢] في «ط» : «الطبراني» .
[٣] الكبير منها وهو المفقود، وأما المنشور في دار المأمون للتراث بدمشق بتحقيق الأستاذ حسين الأسد فهو «مسنده الصغير» كما سبقت الإشارة إلى ذلك عند ترجمته في المجلد الرابع ص (٣٥) .
[٤] في «ط» : «قرأنا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>