جزاه الله عني خيرا، وكنت قد تتبعت أوهامه في كتابه «مجمع الزوائد» فبلغني أن ذلك شقّ عليه فتركته رعاية له. انتهى.
وتوفي بالقاهرة ليلة الثلاثاء تاسع عشر شهر رمضان ودفن خارج باب البرقوقية.
وفيها أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن وفا [١] .
قال في «المنهل الصّافي» : الشيخ الواعظ، المعتقد الصّالح، الأديب الأستاذ، المعروف بسيّد علي بن والإسكندري الأصل المالكي الشّاذلي، صاحب النّظم الفائق، والألحان المحزنة الحسنة، والحزب المعروف عنده بني وفا.
ولد بالقاهرة سنة تسع وخمسين وسبعمائة، ومات أبوه، وتركه صغيرا، ونشأ هو وأخوه أحمد تحت كنف وصيّهما العبد الصّالح شمس الدّين محمد الزّيلعي فأدّبهما وفقههما، فنشآ على أحسن حال وأجمل طريقة، ولما صار عمر سيدي علي هذا سبع عشرة سنة جلس موضع أبيه، وعمل الميعاد، وأجاد وأفاد، وشاع ذكره، وبعد صيته، واشتهر أعظم من شهرة أبيه.
قال المقريزي: وتعددت أتباعه وأصحابه، ودانوا بحبّه، واعتقدوا رؤيته عبادة، وتبعوه في أقواله وأفعاله، وبالغوا في ذلك مبالغة زائدة، وسمعوا ميعاده المشهد، وبذلوا رغائب أموالهم، هذا مع تحجّبه وتحجب أخيه التحجب الكثير، إلّا عند عمل الميعاد والبروز لقبر أبيهما أو تنقلهما في الأماكن، فنالا من الحظّ ما لا ناله من هو في طريقتهما، وكان- أي صاحب الترجمة- جميل الطريقة، مهابا، معظّما، صاحب كلام بديع ونظم جيدا. انتهى.
ثم قال في «المنهل» : وكان فقيها، عارفا بفنون من العلوم، بارعا في التصوف، مستحضرا لتفسير القرآن الكريم، وله تآليف، منها كتاب «الباحث على الخلاص في أحوال الخواص» و «تفسير القرآن العزيز» ، وكتاب «الكوثر المترع في الأبحر الأربع» في الفقه، وديوان شعر معروف، منه:
[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٢٥٣) و «الضوء اللامع» (٦/ ٢١) و «نيل الابتهاج» ص (٢٠٦) .