للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترفّق فسهم الوجد في مهجتي رشق ... ملكت فأحسن فالتجلد قد أبق

وطال عليّ الهجر واتصل الضّنى ... وقصّر عنّي الصّبر وانعدم الرّمق

وهي طويلة. انتهى ملخصا.

وقال ابن حجر في «إنباء الغمر» : كان له نظم كثير، واقتدار على جلب الخلق، مع خفّة ظاهرة، اجتمعت به مرّة في دعوة، فأنكرت على أصحابه إيمائهم إلى جهته بالسّجود، فتلا هو وهو في وسط السماع يدور فأينما تولوا فثمّ وجه الله، فنادى من كان حاضرا من الطلبة: كفرت كفرت، فترك المجلس وخرج هو وأصحابه، وكان أبوه معجبا به. وأذن له في الكلام على الناس، وكان أكثر إقامته بالرّوضة قريب المشتهى، وشعره ينعق بالاتحاد المفضي إلى الإلحاد، وكذا نظم والده، ونصب في أواخر أمره منبرا في داره، وصار يصلي الجمعة هو ومن يصاحبه، مع أنه مالكي المذهب يرى أن الجمعة لا تصحّ في البلد وإن كبر إلا في المسجد العتيق من البلد. انتهى باختصار.

وتوفي الرّوضة يوم الثلاثاء ثاني عشري ذي الحجة، ودفن عند أبيه في القرافة.

وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن محمد الحنفي، المعروف بابن الفرات المصري [١] .

سمع من أبي بكر بن الصنّاج [٢] راوي «دلائل النبوة» وتفرّد بالسماع منه، وسمع «الشفاء» للقاضي عياض من الدلاصي، وأجاز له أبو الحسن البندنيجي، وتفرّد بإجازته [٣] في آخرين، وكان لهجا بالتاريخ، فكتب تاريخا كبيرا جدا، بيّض بعضه، فأكمل منه المائة الثامنة، ثم السابعة، ثم السادسة في نحو عشرين مجلدا،


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٢٦٧- ٢٦٨) و «الضوء اللامع» (٨/ ٥١) و «حسن المحاضرة» (١/ ٥٥٦) .
[٢] تصحفت في «ط» إلى «الصباح» .
[٣] في «ط» : «إجازته» وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>