للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منقطع؟ فأجابه جوابا حسنا بأنه إن كان يتعلق بقوم يكون منقطعا لأن القوم صفتهم الإجرام أو عن الضّمير في صفتهم فيكون متصلا، واستشكل أن الضّمير هو الموصوف المقيّد بالصّفة، فلو قلت: مررت بقوم مجرمين إلا رجلا صالحا كان الاستثناء منقطعا، فينبغي أن يكون الاستثناء منقطعا في الصورتين، فأجاب بأنه لا إشكال. قال: وغاية ما يمكن أن يقال إن الضّمير المستكن في المجرمين، وإن كان عائدا إلى القوم بالإجرام إلّا أن إسناد الإجرام إليه يقتضي تجرّده عن اعتبار اتصافه بالإجرام فيكون إثباتا للنائب إلى آخر كلامه.

ثم دخل القاهرة وولي بعد ذلك تدريس الشيخونية ومشيختها، فأقام مدة طويلة إلى أن كان في أواخر هذه السنة فإنه طال ضعفه، فسعى عليه القاضي كمال الدّين بن العديم أنه خرّف، ورتّب على الوظيفة، فاستقرّ فيها بالجاه، فتألم لذلك هو وولده، ومقت أهل الخير ابن العديم بسبب هذا الصنيع، ومات الشيخ زاده عن قرب ودفن بالشيخونية.

وفيها أمين الدّين سالم بن سعيد بن علوي الحسّاني الشافعي [١] .

قدم القدس وهو ابن عشرين سنة، فتفقه بها، ثم قدم دمشق في حياة السّبكي، واشتغل وداوم على ذلك، وتفقه بعلاء الدّين حجي وغيره، وأخذ النّحو عن السّكسكي وغيره، وقدم القاهرة، فقرأ في النحو على ابن عقيل، وفي الفقه على البلقيني، وقدم معه دمشق، ولما ولي قضاءها ولّاه قضاء بصرى، ثم لم يزل ينتقل في النيابة بالبلاد إلى أن مات في جمادى الأولى وقد جاوز السبعين.

وفيها زين الدّين أبو العزّ طاهر بن الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب بن شريح الحلبي الحنفي [٢] .

ولد بعد الأربعين وسبعمائة بقليل، واشتغل بالعلم، وتعانى الأدب، ولازم الشيخين أبا جعفر الغرناطي، وابن حازم، وسمع من إبراهيم بن الشّهاب محمود


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٣٢٣) و «الضوء اللامع» (٣/ ٢٤١) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٣٢٤) و «الضوء اللامع» (٤/ ٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>