للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره، وأجاز له أبو العبّاس المرداوي خاتمة أصحاب ابن عبد الدائم وجماعة، وحصّل، وبرع في الأدب وغيره، وصنّف، وكتب في ديوان الإنشاء بحلب، ثم رحل إلى دمشق، وأقام بها مدة، ثم توجه إلى القاهرة، وكتب بها في ديوان الإنشاء، وولي عدة وظائف، وكان يكتب الخطّ المنسوب، وله نظم ونثر، نظم «تلخيص المفتاح» في المعاني والبيان، وشرح «البردة» للبوصيري، وخمّسها، وذيّل على تاريخ والده.

ومن شعره:

قلت له إذ ماس في أخضر ... وطرفه ألبابنا يسحر

لحظك ذا أو أبيض مرهف ... فقال هذا موتك الأحمر

وتوفي بالقاهرة [١] يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجّة.

وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن علي بن خلف الفارسكوري [٢] الشافعي العلّامة.

ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وقدم القاهرة، ولازم الاشتغال، وتفقه على الشيخ جمال الدّين، والشيخ سراج الدّين وغيرهما. وسمع الحديث فأكثر، وكتب بخطّه المليح كثيرا، ثم تقدّم وصنّف، وعمل شرحا على «شرح العمدة» لابن دقيق العيد، وجمع فيه أشياء حسنة، وكان له حظّ من العبادة والمروءة والسّعي في قضاء حوائج الغرباء لا سيما أهل الحجاز، وقد ولي قضاء المدينة، ولم تتم له مباشرة ذلك، واستقرّ في سنة ثلاث وثمانمائة في تدريس المنصورية، ونظر الظّاهرية ودرسها فعمرها أحسن عمارة، وحمد [٣] في مباشرته، وقد جاور بمكة، وصنّف بها شيئا يتعلق بالأحكام.

قال ابن حجر: وكان يودني وأوده، وسمع بقراءتي وسمعت بقراءته، وأسفت


[١] في «ط» : «في القاهرة» .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٣٢٦) و «الضوء اللامع» (٤/ ٩٦) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ٣٠) و «معجم المؤلفين» (٥/ ١٥٥) .
[٣] في «ط» : «وجد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>