للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّحالة فأكثروا، وكانت سهلة في الأسماع، سهلة الجانب، ومن العجائب أن ستّ الوزراء كانت آخر من حدّثت عن ابن الزّبيدي بالسّماع، ثم كانت عائشة آخر من حدّثت عن صاحبه الحجّار بالسّماع وبين وفاتيهما مائة سنة.

وفيها عبد القوي بن محمد بن عبد القوي المالكي البجائي المغربي [١] الأصل والمولد والمنشأ، نزيل مكة.

قال ولده قطب الدّين أبو الخير، ولد والدي سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ببجاية من بلاد الغرب، ورحل من بلده وعمره ثمان عشرة سنة، وقدم القاهرة، وحجّ سنة أربع وستين، ثم عاد إلى القاهرة، ثم حجّ في سنة سبعين، وقطن بمكة إلى أن مات.

وقال الشيخ تقي الدّين الفاسي: قدم ديار مصر في شبيبته، فأخذ بها عن الشيخ [يحيى الرّهوني، وغيره من علمائها، وسكن الجامع الأزهر، ثم انتقل إلى مكة، وأخذ بها عن الشيخ] موسى المرّاكشي وغيره، وسمع بها من المناوي، وسعد الدّين الإسفرائيني، وغيرهما، ودرّس بالحرم الشريف، وأفتى باللفظ تورعا، وكان ذا معرفة بالفقه.

قال ابن حجر: تفقه، وأفاد، ودرّس، وأعاد، وأفتى.

وتوفي بمكة في شوال ودفن بالمعلاة.

وفيها فخر الدّين عثمان بن إبراهيم بن أحمد الشيخ الإمام البرماوي [٢] الشافعي، شيخ قرّاء مدرسة الظّاهر برقوق.

قال في «المنهل» : كان إماما بارعا في معرفة القراءات، عالما بالفقه


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ١٣٣) و «الضوء اللامع» (٤/ ٢٣٠) و «نيل الابتهاج» على هامش «الديباج المذهب» ص (١٨٧) و «العقد الثمين» (٥/ ٤٧٢) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ١٣٣- ١٣٤) و «الضوء اللامع» (٥/ ١٢٣) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ٤٠) و «الدليل الشافي» (١/ ٤٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>