للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها نجم الدّين عبد اللطيف بن أحمد بن علي الفاسي الشافعي [١] .

قال ابن حجر: سمع معنا كثيرا من شيوخنا، ولازم الاشتغال في عدة فنون، وأقام في القاهرة [٢] مدة بسبب الذّب عن منصب أخيه تقي الدّين قاضي المالكية، إلى أن مات مطعونا في هذه السنة. انتهى.

وفيها مجد الدّين فضل الله بن القاضي فخر الدّين عبد الرحمن بن عبد الرزّاق بن إبراهيم، الشهير بابن مكانس القبطي المصري الحنفي [٣] الشاعر المشهور.

ولد في سابع شعبان سنة سبع وستين وسبعمائة، ونشأ في كنف والده الوزير فخر الدّين، وعنه أخذ الأدب، وقرأ النحو، والفقه، والأدب على علماء مصره، إلى أن برع ومهر، ونظم الشعر وهو صغير السنّ جدا، وكتب في الإنشاء وتوقيع الدّست مدة في حياة أبيه بدمشق، وكان أبوه وزيرا بها، ثم قدم القاهرة وساءت حالته بعد أبيه، ثم خدم في ديوان الإنشاء، وتنقّلت رتبته فيه إلى أن جاءت الدولة المؤيدية فأحسن إليه القاضي ناصر الدّين البارزي كثيرا، واعتنى به، ومدح السلطان بقصائد فأثابه ثوابا حسنا. وشعره في الذّروة العليا، وكذلك منثورة، وجمع هو ديوان أبيه ورتّبه، وفيه يقول والده:

أرى ولدي قد زاده الله بهجة ... وكمّله في الخلق والخلق مذ نشا

سأشكر ربّي حيث أوتيت مثله ... وذلك فضل الله يؤتيه من يشا

ومن شعره هو:

تساومنا شذا أزهار روض ... تحيّر ناظر فيه وفكري

فقلت نبيعك الأرواح حقا ... بعرف طيّب منه ونشر


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٣٦٧) .
[٢] في «أ» : «بالقاهرة» .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٣٦٨) و «الدليل الشافي» (٢/ ٥٢٢) و «الضوء اللامع» (٦/ ١٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>