للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي مراهقا في نصف ذي القعدة وأسف أبوه عليه جدا، ولم يكن له ولد غيره.

وفيها نور الدّين علي بن رمح بن سنان بن قنا الشافعي [١] .

سمع من عزّ الدّين ابن جماعة وغيره، ولم ينجب، وصار بأخرة يتكسّب في حوانيت الشهود، وهو أحد الصّوفية بالخانقاه البيبرسية.

وتوفي عن أزيد من ثمانين سنة.

وفيها زين الدّين وسراج الدّين عمر بن عبد الله بن علي بن أبي بكر، الأديب الشاعر، الأنصاري الأسواني [٢] نزيل القاهرة.

ولد بأسوان سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وقدم القاهرة فأقام بها مدة، ثم توجه إلى دمشق، وأخذ الأدب عن الشيخ جلال الدّين ابن خطيب داريا، ثم عاد إلى القاهرة واستوطنها إلى أن مات بها.

قال المقريزي: كان يقول الشعر، ويتقن شيئا من العربية، مع تعاظم وتطاول وإعجاب بنفسه، واطّراح جانب الناس، لا يرى أحدا وإن جلّ شيئا، بل يصرّح بأن أبناء زمانه كلّهم ليسوا بشيء، وأنه هو العالم دونهم، وأنه يجب على الكافة تعظيمه والقيام بحقوقه وبذل أموالهم كلها له، لا لمعنى فيه يقتضي ذلك، بل سوء طباع، وكان يمدح فلا يجد من يوفيه حقه بزعمه، فيرجع إلى الهجاء، فلذلك كان مشنوءا عند الناس.

ومن شعره [٣] :

إنّ دهري لقد رماني بقوم ... هم على بلوتي أشدّ حثيثا

إن أفه بينهم بشيء أجدهم ... لا يكادون يفقهون حديثا


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٣٢) و «الضوء اللامع» (٥/ ٢٢٠) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٣٣) و «الضوء اللامع» (٦/ ٩٥) .
[٣] البيتان في «إنباء الغمر» ورواية الشطر الأول من البيت الأول فيه كما يلي:
إن ذا الدهر قد رماني بقوم

<<  <  ج: ص:  >  >>