للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الكريم، وطلب بنفسه، وكتب الطّباق، وعني بالنّظم، وكانت عنايته بالقراءات أكثر، وذيّل «طبقات القراء» للذهبي وأجاد فيه، ونظم قصيدة في القراآت الثلاثة [١] ، وجمع «النشر في القراآت العشر» وقد سمعت بعض العلماء يتّهمه بالمجازفة في القول، وأما الحديث فما أظن ذلك به، إلا أنه كان إذا رأى للعصريين شيئا أغار عليه ونسبه لنفسه، وهذا أمر قد أكثر المتأخرون منه ولم ينفرد به، وكان يلقّب في بلاده الإمام الأعظم، ولم يكن محمود السيرة في القضاء، وأوقفني بعض الطلبة من أهل تلك البلاد على جزء فيه «أربعون حديثا» عشاريّات فتأملتها فوجدته خرّجها بأسانيده من جزء الأنصاري وغيره، وأخذ كلام شيخنا العراقي في «أربعينه العشاريات» .

انتهى باختصار.

وبالجملة فإنه كان عديم النّظير، طائر الصّيت. انتفع الناس بكتبه وسارت في الآفاق مسير الشمس.

وتوفي بشيراز في ربيع الأول، ودفن بمدرسته التي بناها بها، رحمه الله تعالى.

وفيها جلال الدّين نصر الله بن عبد الرحمن [٢] بن أحمد بن إسماعيل، المعروف بالشيخ نصر الله العجمي الحنفي الأنصاري البخاري الرّوياني الكجوري [٣] .

ولد بكجور إحدى قرى رويان من بلاد العجم سنة ست وستين وسبعمائة تقريبا ونسبته إلى أنس بن مالك، وتجرّد، وبرع في علم الحكمة والتصوف، وشارك في الفنون، وكتب الخطّ الفائق، ودخل القاهرة على قدم التجريد، وصحب الأمراء والأكابر، وحصل له قبول زائد، ونالته السعادة، وجمع الكتب النّفيسة، وكان يتكلّم في علم التصوف على طريقة ابن عربي، وفاق في علم الحرف وما أشبهه.


[١] سمّاها المترجم في كتابه «غاية النهاية» (٢/ ٢٥٠) : «الدرّة في القراآت الثلاثة» .
[٢] فى معظم المصادر: «نصر الله بن عبد الله» .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٢٢٢) و «الضوء اللامع» (١٠/ ١٩٨) و «الدليل الشافي» (٢/ ٧٥٨) و «النجوم الزاهرة» (١٥/ ١٦٥- ١٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>