للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن تغري بردي: وكانت له تصانيف كثيرة في عدة فنون، وصنع مرة للوالد خاتما يضعه على الثعبان فيفر منه أو يموت فأعجب به الوالد إعجابا كثيرا وأنعم عليه برزقه في برّ الجيزة نحو مائة فدان وأظنها إلى الآن وقفا على زاويته بقرب خان الخليلي، وكانت له وجاهة في الدولة، ولم يزل وافر الحرمة إلى أن.

توفي بالقاهرة ليلة الجمعة سادس رجب ودفن ببيته وأوصى أن يكون زاوية، فوقع ذلك، وفتح لها شبّاك على الطريق بالقرب من خان الخليلي.

وفيها القاضي تقي الدّين يحيى بن العلّامة شمس الدّين محمد بن يوسف الكرماني البغدادي [١] .

ولد في رجب سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وسمع من أبيه وغيره، ونشأ ببغداد، وتفقه بأبيه وغيره، وشارك في عدة علوم، وقدم القاهرة هو وأخوه في حدود الثمانمائة بشرح أبيهما على «البخاري» فابتهج الناس به، وكتبت منه نسخ عديدة، وعرف تقي الدّين هذا بالفضيلة، وتقرّب غاية التقرب من السلطان شيخ في حال إمارته وسلطنته، وكان عالما فاضلا، شرح «البخاري» و «مسلم» واختصر «الرّوض الأنف» . وله مصنّف في الطب وغير ذلك.

وتوفي بالقاهرة في الطّاعون يوم الخميس ثامن جمادى الآخرة. قاله في «المنهل» .

وفيها نظام الدّين يحيى بن يوسف [٢] ، وقيل: سيف، وهو الأشهر، ابن عيسى السّيرامي الأصل والمولد المصري الدار والوفاة، الحنفي شيخ الشيوخ بمدرسة الظّاهر برقوق، وابن شيخها. [٣] قدم مع والده وإخوته في السابعة من عمره إلى القاهرة بعد موت العلاء السيرامي، ونشأ بالقاهرة تحت كنف والده، وبه تفقه، حتّى برع في الفقه، والأصلين، واللغة، والعربية، والمعاني، والبيان، والجبر، والمقابلة، والمنطق، والطب، والحكمة، والهندسة، والهيئة.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٢٢٥) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٢٥٩) و «الدليل الشافي» (٢/ ٧٨١) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٢٢٤) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٢٥٩) و «الدليل الشافي» (٢/ ٧٨١) .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٢٢٤) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٢٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>