للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لطيف المعاني، يفعل قوله في النّفوس ما لا تفعله المثالث والمثاني، ولما سافر الغوري إلى قتال ابن عثمان جاء إلى مصر ليرد ابن عثمان عنها، فعارضه بعض أوليائها فلحقه داء البطن، فتوجه إلى دمنهور الوحش فمات في الطريق ودفن بدمنهور. انتهى وفيها بدر الدّين حسن بن عطية بن محمد بن فهد العلوي الهاشمي المكّي الشافعي [١] الإمام المسند.

ولد يوم الأربعاء تاسع المحرم سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة، وأخذ عن والده وعمّه الحافظ تقي الدّين وأبي الفتح المراغي، وعبد الرحيم الأسيوطي، وابن حجر العسقلاني، واجتمع به ابن طولون في سنة عشرين وأجازه ولم يسمع منه، وتوفي في هذه السنة.

وفيها حسام الدّين حسين بن حسن بن عمر البيري ثم الحلبي الشافعي الصّوفي [٢] .

قال في «الكواكب» : وصفه شيخ الإسلام الوالد في رحلته وغيرها بالشيخ الإمام الكبير العلّامة المفتي العارف بالله تعالى.

ولد ببيرة الفرات، ثم انتقل إلى حلب، وجاور بجامع الطواشي، ثم بالأجيهية، ثم ولي في سنة أربع وتسعمائة النظر والمشيخة بمقام سيدي إبراهيم بن أدهم، وكان له ذوق، ونظم، ونثر بالعربية والفارسية والتركية، وله رسالة في القطب والإمام، وعرّب شيئا من «المثنوي» من الفارسية وشيئا من «منطق الطير» من التركية منه:

اسمعوا يا سادتي صوت اليراع ... كيف يحكي عن شكايات الوداع

ومنه:

ما ترى قطّ حريصا قد شبع ... ما حوى الدّرّ الصدف حتى قنع


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٧٧) .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>