للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجدّة، فلما بلغ السلطان الغوري ذلك جهّز إليهم خمسين غرابا مع الأمير حسين الكردي، وأرسل معه فيها [١] عسكرا عظيما من التّرك والمغاربة واللوند، وجعل له جدّة أقطاعا، وأمره بتحصينها، فلما وصل حسين الكردي شرع في بناء سورها وإحكام أبراجها، وهدم كثيرا من بيوت الناس، مع عسف وشدة ظلم، بحيث بنى السّور جميعه في دون عام ثم توجه بعساكره إلى الهند في حدود سنة إحدى وعشرين، فاجتمع بسلطان كجرات خليل شاه فأكرمه وعظّمه، وهرب الفرنج عن البنادر لما سمعوا بوصوله، ثم عاد حسين الكردي على اليمن فافتتحها من بني طاهر ملوكها، وقتل سلاطينها في هذه السنة، وترك بها نائبا في زبيد اسمه برسباي الجركسي، وتمّ الأمر الذي لا مزيد عليه له وللسلطان الغوري، وإذا تمّ أمر بدا نقصه، ثم عاد حسين إلى جدّة، وقدم مكّة، فبلغه زوال دولة الغوري.

وورد أمر السلطان سليم بقتل حسين الكردي فأخذه شريف مكّة بغتة وقيّده، وشمّت به، وأرسله لبحر جدّة فغرّقه فيه.

فائدة: تولى مصر اثنان وعشرون سلطانا مسهّم الرّق من الجراكسة وغيرهم، أيبك التركماني، وقطر المعزي، والظّاهر بيبرس، وقلاوون، وكتبغا، ولاجين، وبيبرس الجاشنكير، وبرقوق، والمؤيد شيخ، وططر، وبرسباي، وجقمق، وإينال، وخشقدم، وبلباي، وتمربغا، وقايتباي، وقانصوه، وطومان باي، وجنبلاط، والغوري، وطومان باي، ابن أخيه آخر الدولة المصرية الجركسية، ومما قيل فيه:

وكان شخصا حسن المجالسة ... وهو انتهاء مدّة الجراكسه

وعدة [٢] سلاطين الجراكسة اثنان وعشرون أيضا، ومدتهم مائة وثمان وأربعون سنة، والله أعلم.

وفيها القاضي بدر الدّين محمد بن أبي العبّاس أحمد البهوتي [٣] المصري العالم الشافعي.


[١] ليست اللفظة في «ط» .
[٢] في «ط» : (عدد) .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٣١- ٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>