للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها- أو في التي بعدها- المولى خضر بك بن المولى أحمد باشا الرّومي الحنفي [١] الشيخ العارف.

تربي في حجر والده، وحصّل فضيلة وافرة من العلم، وصار مدرّسا بمدرسة السلطان مراد الغازي ببروسا، وانتفع به الطلبة وفضلوا عنده، ثم مال إلى التصوف وتهذيب الأخلاق، وصار خاشعا، وقورا، ساكنا مهيبا، متأدبا، متواضعا مراعيا لجانب الشريعة، حافظا لآداب الطريقة، مقبولا عند الخاص والعام إلى أن توفي.

قاله في «الكواكب» .

وفيها السلطان الملك الظّافر عامر بن عبد الوهاب [٢] سلطان اليمن.

قال في «النور» : كان على جانب عظيم من الدّين والتّقوى والمشي في طاعة الله تعالى، لا تعلم له صبوة، وكان ملازما للطهارة والتّلاوة والأوراد، لا يفتر عن ذلك آناء الليل وأطراف النهار، كثير الصّدقات وفعل المبرّات، ومآثره بأرض اليمن من بناء المساجد والمدارس وغير ذلك مخلّدة لذكره على الدوام، وموجبة لحلوله دار السلام في جوار الملك العلّام، استمرّ ملكا تسعا وعشرين سنة، وفيه وفي أخيه صلاح الدّين يقول العلّامة [ابن] الدّيبع [٣] :

تحطّم من ركن الصّلاح مشيده ... وقوّض [٤] من بنيانه كلّ عامر

فما من صلاح فيه بعد صلاحه ... ولا عامر والله من بعد عامر

وتوفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الآخر شهيدا رحمه الله تعالى انتهى.

وفيها المولى حليمي عبد الحليم بن علي القسطموني [٥] المولد الرّومي الحنفي العالم الفاضل.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٨٨) .
[٢] ترجمته في «النور السافر» ص (١٨٨) .
[٣] في «أ» : «الزيبع» والبيتان في «النور السافر» ص (١١٩) .
[٤] في «أ» : «وتقوض» ولا يستقيم بها الوزن.
[٥] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>