للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهير بابن الفقيرة، عن العلّامة شهاب الدّين بن أرسلان الرّملي، عن العلّامة شهاب الدّين بن الهائم. وأخذ عنه الفرائض شهاب الدّين الكنجي وغيره.

وتوفي يوم الأحد حادي عشري شوال.

وفيها نور الدّين علي بن خليل المرصفي [١] العارف بالله تعالى الصّوفي.

قال المناوي في «طبقات الأولياء» : كان أبوه إسكافيا يخيط النّعال، ونشأ هو تحت كنفه كذلك، فوفق للاجتماع بالشيخ مدين وهو ابن ثمان سنين، فلّقنه الذكر، ثم أخذ عن ولد أخته محمد، وأذن له في التصدر للمشيخة، وأخذ العهد على المريد في جملة من أجاز، وكانوا بضعة عشر رجلا، فلم يثبت ويشتهر منهم إلّا هو، وأخذ عنه خلق، ودانت [٢] له مشايخ عصره، واختصر رسالة القشيري.

قال الشعراوي: لقنني الذكر ثلاث مرات، بين الأولى والثانية سبع عشرة سنة، وذلك أني جئت وأنا أمرد، وكنت أظن أن الطريق نقل كلام كغيرها [٣] ، ثم قعدت بين يديه وقلت: يا سيدي لقّني بحال فقال: اجلس متربعا وغمض عينيك واسمع مني لا إله إلا الله ثلاثا، ثم اذكر أنت ثلاثا، ففعلت فما سمعت منه إلّا المرة الأولى وغبت من العصر إلى المغرب.

وعاش حتّى انقرض جميع أقرانه، ولم يبق بمصر من يشار إليه في الطريق غيره.

ومن كلامه: أجمع أهل الطريق على أن الملتفت لغير شيخه لا يفلح، وقال: إذا ذكر المريد ربّه بشدة طويت له مقامات الطريق بسرعة، وربما قطع في ساعة ما لا يقطعه غيره في شهر.

وقال: السالك من طريق الذكر كالطائر المجد إلى حضرات القرب والسالك من غير طريقه كالصلاة والصوم كمن يزحف تارة ويسكن أخرى، مع بعد المقصد، فربما قطع عمره ولم يصل.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٦٩) و «الأعلام» (٤/ ٢٨٦) و «معجم المؤلفين» (٧/ ٨٨) .
[٢] في «ط» : «وأذنت» .
[٣] في «آ» : «نقل كلام غيرها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>