للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد المعطي بن حسن باكثير في «موشحته» التي عارض فيها شيخ الإسلام أبا الفتح المالكي وكلاهما قد مدح القهوة فقال:

قهوة البن جلّ مقصودي ... في الخفا والعلن

هام فيها إمامنا السّودي ... قطب أهل اليمن

وطبخها بالنّدّ والعود ... وبغالي الثمن

من ثياب حرير مع قطن ... فأخر الملبس

وبذاكم خوارق تثني ... عليه لم تدرس

ولما طرأ عليه الجذب صدرت عنه أمور وكرامات تدلّ على أنه من العارفين بالله تعالى، وأخذ ينظم حينئذ فإنه ما وقع له نظم إلا بعد الجذب، حتى حكي أنه ما كان يقوله إلا في حال الوارد مثل ابن الفارض، فكان يكتب بالفحم على الجدران فإذا أفاق محى ما كان [١] كتبه من ذلك، فكان فقراؤه بعد أن علموا منه ذلك يبادرون بكتب ما وجدوه من نظمه على الجدران فيجمعونه.

وحكي أن بعض المنشدين أنشد بين يديه قصيدة من نظمه فطرب لها وتمايل عليها، ثم سأل عن قائلها فقيل: إنها من نظمك، فأنكر ذلك وقال: حاشا ما قلت شيئا [٢] حاشا ما قلت شيئا [٢] .

ومن شعره الرائق:

يا راحة الرّوح يا من ... هواه أشرف مذهب

واصل فديتك صبا ... أنسيته كل مذهب

وباين الكلّ إلّا ... من بالهوى قد تمذهب

مشارب القوم شتّى ... من كلّها صار يشرب

قد شرّق النّاس طرّا ... وللغرائب غرّب


[١] لفظة «كان» سقطت من «آ» .
[٢] ما بين الرقمين لم يرد في «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>