للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه من كان داخلا فيه وراكنا إليه، وشدّد عليه في الحساب من كان يعده من الأحباب، فأتاه الخوف من جانب الأمن [١] ، ومن حيث أمل الربح جاءه الغبن، وبقي مسجونا بالقلعة إلى أن توفي بها يوم الثلاثاء سلخ جمادى الآخرة، ودفن بتربته التي أنشأها شمالي ضريح الشيخ أرسلان، ورثاه جماعة. انتهى ملخصا.

وفيها- تقريبا- شمس الدّين محمد بن خليل بن الحاج علي بن أحمد بن ناصر الدّين محمد بن قنبر العجمي- وبه اشتهر- الحلبي [٢] الإمام العالم، العلّامة العامل، الأوحد البارع الكامل.

ولد سنة إحدى وتسعمائة.

قال في «الكواكب» : قال شيخ الإسلام الوالد: حضر بعض مجالسي في قراءة «الحاوي» و «مغني اللبيب» في سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة بدمشق، ثم رحل إلى بلده حلب.

قلت: ثم اجتمع به في حلب في رحلته إلى الرّوم سنة ست وثلاثين.

انتهى.

وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الرحيم بن المنيّر البعلي [٣] الشافعي الإمام العالم الفاضل [٤] الزاهد ولي الله تعالى.

كان رفيقا وصاحبا لشيخ الإسلام بهاء الدّين الفصّي. وكان يحضر درسه كثيرا. وكان يحترف بعمل الإسفيداج والسيرقون والزنجار، ويبيع ذلك وسائر أنواع العطر في حانوت ببعلبك، وفي كل يوم يضع من كسبه من الدنانير والدراهم والفلوس في أوراق ملفوفة، وإذا وقف عليه فقير أعطاه من تلك الأوراق ما يخرج في يده لا ينظر في الورقة المدفوعة ولا في الفقير المدفوع إليه.

وكان كثير الصدقة، معاونا على البرّ والتقوى، يعمر المساجد الخراب


[١] تحرفت الجملة في «ط» إلى التالي: «من جانب لا، ومن حيث» .
[٢] ترجمته في «در الحبب» (٢/ ١/ ١٣٣- ١٣٤) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٣٢) .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٤٢) .
[٤] لفظة «الفاضل» لم ترد في «آ» وجاء مكانها في «الكواكب السائرة» : «العامل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>